علاقة السمات الشخصية بالوسواس القهري لدى طالبات جامعة الملک عبد العزيز في جدة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عطار

المستخلص

يقوم فکر الفرد حينما يفکر في ذاته على أساس التوافق بينه وبين البيئة الاجتماعية المحيطة به، ومدى تکيفه معها ومع الأفراد من حوله، ومدى تقبله من قِبل الآخرين، وحين يکون الفرد من غير الأسوياء فإنه يشعر بعدم التکافؤ بينه وبين بيئته المادية والاجتماعية، في حين يشعر بالطمأنينة والأمان والرضا عن النفس حين يکون من الأسوياء، ومهما بلغت طاقات الفرد وقدراته فإنه حين ينظر إلى بنائه الشخصي فإنه يحتاج إلى دراسة علمية موضوعية تتعلق بشخصية ليتعرف إليها وعلى أبرز سماته الشخصية، حيث يهدف الفرد من دراسته لشخصيته إلى تعرف المبادئ العامة لنموها وتنظيمها وکيفية التعبير عنها[i].
ويتميز کل فرد من الأفراد بمجموعة من السمات الشخصية التي تميزه عن غيره، حيث اهتم علماء النفس بتلک السمات وحاولوا تعرفها نظراً لأهميتها ودورها في تعرف شخصية الفرد واستعداداته والجوانب البيولوجية والوراثية في شخصيته، فالسمات التي يمتلکها الفرد تحدد الطريقة التي يتعامل من خلالها مع الحياة، فهناک بعض السمات القوية والمتکررة التي من الضروري أن يتسم بها، وهناک صفات ضعيفة لا بد له من التخلص منها أو العمل على تنميتها وجعلها صفات قوية يمکنه الاستفادة منها، فلکل شخص مجموعة من السمات الإيجابية التي تميزه کالذکاء والثقة بالنفس والسيطرة، وهناک بعض السمات السلبية للشخصية کالعزلة وتجنب التواصل مع الآخرين والانسحاب، فالسمات الشخصية موجود لدى جميع الأفراد ولکن بدرجات متفاوتة[ii].
ومن السمات السلبية أو الاضطرابات التي من الممکن أن تصيب الفرد ما يعرف بالوسواس القهري فهو اضطراب نفسي قائم على ورود أفکار غير مرغوبة في ذهن الفرد، حيث تراوده تلک الأفکار رغماً عنه، ويقوم الفرد المصاب بالوسواس القهري بأفعال قهرية لا يمکنه التوقف عنها، فهو يرى أن هذه الأفعال تخفف من قلقه، بالرغم من أن هذا القلق يخف لفترة محدودة ومن ثم يعود مرة أخرى ليجعل المريض بالسواس القهري يکرر أعماله بصورة مبالغ فيها، فيضيع وقته ويسبب الضرر البدني لنفسه نظراً لکثرة غسله لأماکن معينة في جسده، حيث إن تلک المواد المستخدمة في الغسيل تحتوي على مطهرات کيميائية ستؤثر فيه، کما يؤثر الوسواس القهري على کافة النواحي الحياتية للفرد ويحد من توافقه الاجتماعي والنفسي، کما يعد الوسواس القهري أحد الأعصبة وأبرز الأمراض النفسية التي لها تأثير کبير على تکيف الفرد وتوافقه[iii].
وفي السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة انتشار الوسواس القهري بين الناس، مقارنةً بالتقديرات التي أجريت القرن الماضي، إذ أکدت الدراسات أن الوسواس القهري کان يعد اضطراباً نادر الحدوث حتى سنة 1983، فقد أکدت الدراسات التي أجريت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي أن نسبة من يعانون من هذا الوسواس قد بلغت 0,05%، وهذه نسبة صغيرة جداً مقارنةً مع النسب الحالية لانتشار هذا الاضطراب، فقد أکدت التقارير الحديثة أن انتشار الوسواس القهري على مدى العمر يصل إلى 3% لدى مجموع السکان، کما أشارت إلى أن نسبة انتشار هذا المرض تصل من 1-3 % في البالغين والمراهقين[iv].
ونظراً لارتفاع نسبة انتشار الوسواس القهري وتحديداً بين فئة الشباب کان لابد من تعرف علاقة الوسواس القهري بالسمات الشخصية التي من الممکن أن تکون سبباً في التخفيف من حدة إصابة الفرد بالاضطرابات الناجمة عن الوسواس القهري.



المراجــــع
 
غنام، ختام (2005)، السمات الشخصية والولاء التنظيمي لدى معلمات المرحلة الأساسية في المدارس الحکومية في محافظة نابلس. رسالة ماجستير، جامعة النجاح، فلسطين، کلية الدراسات العليا، ص 16-17.


البادي، عائشة (2014)، بعض سمات الشخصية وعلاقتها بفاعلية الذات لدى الأخصائيين في مدارس سلطنة عمان. رسالة ماجستير، جامعة نزوى، سلطنة عمان، کلية العلوم والآداب، ص 6.


فضة، حمدان؛ الفقي، أمال؛ احمد، رجب (2010). فاعلية العلاج النفسي الديني في تخفيف أعراض الوسواس القهري لدى عينة من طالبات الجامعة، ندوة التعليم العالي للفتاة: الأبعاد والتطلعات، جامعة طيبة، المملکة العربية السعودية، ص1.


الاغا، بشار (2009)، دراسة سمات شخصية مرضى الوسواس القهري في البيئية الفلسطينية باستخدام برنامج تدريبي علاجي، رسالة ماجستير. الجامعة الإسلامية. غزة، کلية التربية، ص 57.