أثر إدمان الموبايل کوسيلة من وسائل الاتصال على بعض المتغيرات النفسية لدى طالبات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الفيلکاوي

المستخلص

يتعجب القارئ عندما يرى کلمة "إدمان" مضافة إلى "موبايل", فعادة ما يکون الإدمان مرتبطا باستخدام مواد تدخل جوف الإنسان مثل المسکرات والمخدرات. ولکن الحقيقة أن هناک عددا من الدراسات الکلينيکية في مجال الإدمان قد توصلت إلى أنه قد ينتج إدمان مرضي من جراء استخدام الموبايل بطريقة غير سليمة.
ويتم تعريف الإدمان بشکل عام على أنه "المداومة على تعاطى مواد معينة أو القيام بنشاطات معينة لمدة طويلة بقصد الدخول في حالة من النشوة أو استبعاد الحزن والاکتئاب" وهذا التعريف لم يقتصر على تعاطي مواد بعينها بل أستخدم تعريفا فسيحا بحيث يمکن أن يشمل إدمانات أخرى غير العقاقير (حسام عزب ,2003: 117).
فجميع الإدمانات (بمخدرات أو بغير مخدرات) إنما هى محاولات فاشلة للسيطرة على مشاعر الإثم، أو الاکتئاب، أو القلق، وذلک عن طريق النشاط الإدماني الذي يقوم به المدمن، وإنها تتصل بالاتجاهات المضادة للمخاوف، فمن بعض الأمثلة على الإدمان بغير مخدرات، الکلبتومانيا (هوس السرقة)، والبولميا (إدمان الطعام)، وإدمان القراءة وإدمان الهوايات (حسام عزب, 2001:289).
فالنمو المتسارع للحاسبات الشخصية وصولا إلى تکنولوجيا الإنترنت والموبايل زادو من دور ومکانة التکنولوجيا في حياتنا وثقافتنا بشکل مثير وهذه الإثارة جعلت الفرد ملتصق بالإنترنت والموبايل الأمر الذي جعله يترک الأنشطة الأخرى اليومية المهمة في حياته مما أدى به إلى الاضطرابات النفسية وله أکبر تأثير على صحته النفسية (جوزيف مکجلينشى Mcglinchey, 2003: 103).
ويمکن تقسيم مستخدمي شبکة الإنترنت عن طريق الموبايل إلى فئتين أساسيتين الأولى تبغي بلوغ أهداف معلومة ومحددة بدقة بالغة، أما الثانية فهي لا تهدف من وراء استخدام شبکة الإنترنت عن طريق الموبايل سوى المتعة والإثارة وشغل أوقات الفراغ ونجد هنا أن أغلبية أفراد الفئة الثانية هم ممن ينتمون إلى الفئات العمرية الصغيرة والمراهقين مما يزيد من إمکانية تأثرهم السلبي لطول المدة التي يقضونها أمام شاشات الإنترنت على الموبايل وأفادت الدراسة بان مستخدمي الإنترنت وشبکات الموبايل قد سجلوا انخفاضا في التفاعل مع الوالدين مما يوضح انخفاض العلاقات الأسرية بصفة عامة هذا مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة الخاصة للمراهقين والتي تجعلهم فريسة سهلة للانعزال والاغتراب الاجتماعي عن المحيطين حيث تتقلص الفترة التي يقضوها مع أسرهم أو مشارکتهم في أي أنشطة أخرى (دينا عساف،2005:67).
 فهذه الفترة بها حاجات نفسية للمراهق خاصة الفتيات لا يستطيع إشباعها وعندما لا يحقق المراهق حاجه لديه يصبح مضطربا ومتوترا, وغير مستقر ومن ثم فهو يبحث لنفسه عن هدف محدد يعينه على تخفيف حاله عدم الاتزان التي يعانى منها, وفي وسط هذه المرحلة التي يکون بها الفرد ضعيفا قابلا للانقياد مع أي تيار نجد وسائل الإعلام جميعها بما فيها الإنترنت عن طريق الموبايل تدفع المراهقين لامتصاص اتجاهات وقيم و إرادة عن طريق الغزو الثقافي لا تتفق مع اتجاهات وقيم المجتمع, وقد تنمى فيهم عن طريق التقليد والتوحد مع ما يشاهدون زيادة اتجاهات سالبة. والدراسات التي تناولت تأثير وسائل الإعلام على المراهقين أشارت إلى ضرورة ترشيد المواد التي تقدم لأبنائنا من خلال قنوات التواصل الجماعي لما لها من تأثيرات سيئة (فيوليت فؤاد، 2005:64-65).