درجة استعداد طلبة جامعة أم القرى لتطبيق التعلم الإلکتروني في تعليمهم الأکاديمي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مشترک

المستخلص

أدى الانفجار المعرفي والتکنولوجي إلى إحداث فجوة وتغييرات في جميع مجالات الحياة، لاسيما النظام التربوي الذي طالب بتطوير التعليم في أهدافه ومناهجه نتيجة التطور الهائل في وسائل الاتصالات والتکنولوجيا، حيث تحاول المؤسسات التعليمية بکافة أشکالها ومستوياتها من الاستفادة من هذه التکنولوجيا في تطوير عملية التعلم والتعليم، وخاصة مع انتشار التعلم الإلکتروني في المؤسسات الجامعية في الدول الغربية والتي أخذت تعتمد على هذا النوع من التعلم. وفي معظم الدول العربية وعلى الرغم من المبالغ والجهود الکبيرة إلا أن عملية الاستفادة لا تزال دون المطلوب لأسباب کثيرة سواء کانت تقنية أم بشرية أم مشاکل في البنية التحتية، مع الجهود في حل هذه العقبات توفير البنية التحية وحل المشاکل التقنية إلا أن عملية تفعيل التعلم الإلکتروني يحتاج إلى معرفة مدى استعداد الطلبة في الجامعات السعودية للتعامل مع هذا النوع من التعلم. فقد أکد التربويون إلى ضرورة إدخال التکنولوجيا في العملية التربوية کأحد المستجدات الداعمة في تطوير وتحديث وسائل التعليم (الفار، 2004). العتيبي (2012) أن استخدام الحاسوب يعد أکثر أنظمة المعلومات تأثيراً في تطور المعرفة البشرية. فالقدرات والإمکانيات الهائلة التي تقدمها التقنيات بکافة أشکالها تحتم علينا استغلالها للارتقاء بمستوى المنظومة التعليمية (ردنة، 2015).
إن توظيف التکنولوجيا في عملية التعلم والتعليم جاء ليمثل قفزة هائلة على طريق المعرفة، فقد قامت بعض الجامعات بتطوير ونشر المساقات الإلکترونية عبر الشبکة العنقودية لتحفيز الطلبة على مواصلة الدراسة (تربية علوم تکنولوجيا، 2001). حيث تمکن الطلبة عبر الشبکة من تبادل المعلومات فيما بينهم والتفاعل مع أساتذتهم عبر الوسائط الإلکترونية مما يعود بالفائدة على مخرجات التعلم والتعليم (أمان وعبدالمعطي، 2004). کما بينت کل من موسى وماهرين وإبراهيم (Mosa, Mahrin & Ibrrahim, 2016) بأن بيئة التعلم الإلکتروني تعد ثورة في تغيير وجه وشکل التعليم. وبين کيارسلي (Kearsley, 2002) أن التعلم الإلکتروني يشکل تعلم متزامن وغير متزامن بين المعلم والطلبة ويحتاج إلى خبرة مناسبة في إدارته. وقد بين بالتون (Boulton, 2008) إن الطلبة يجب أن يکونوا مؤهلين لتطبيق التعلم الإلکتروني. وقد بين الصالح (2009) بأن المملکة العربية السعودية مثل باقي الدول تسعى دائماً في النهوض بمسيرة التعليم بکافة أشکاله وأنواعه، حيث قامت بإنشاء المرکز الوطني للتعلم الإلکتروني والتعليم عن بعد، بهدف دعم جهود الجامعات السعودية في تطبيق التعلم الإلکتروني.
وأشار إلى ما سبق فإن الخطوة الأولى نحو التطبيق الناجح لنظام التعلم الإلکتروني يمثل إشارة واضحة على ضرورة الاستعداد التام من قبل الطلبة في کيفية التعامل التام مع کافة الأجهزة المرتبطة بالتعلم الإلکتروني.