أثر برنامج تعليمي قائم على النظام الذکي في معالجة المعرفة "RISK" في التحصيل ومهارات التفکير المرکب في مبحث التربية الوطنية والمدنية لدى طلاب الصف الثامن الأساسي في الأردن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

العساف

المستخلص

يعد التعلم الأساس في تفسير کثير من مظاهر السلوک البشري السوي منها وغير السوي، فهو المؤثر في أغلب المواقف الحياتية، ولما کان المعلمون لا يستطيعون تغيير بعض مظاهر السلوک المرتبطة بالنضج، فإن کثيراً من المعارف والمهارات وتکوين العادات السلوکية والاتجاهات التي تعد الهدف من عملية التعلم، تتأثر بالأسلوب التعليمي والخبرات المقدمة من المعلم في الغرفة الصفية، فأسلوب التعلم يصف استعداد الطالب للتعلم في ظل الظروف التي يتم بها في إطارها التعليمي، وقدرة المعلم على التوجيه في تحقيق الأهداف التعليمية، کما أن أسلوب التعلم يتعلق بالطريقة التي يستخدمها الطالب في إدراک ومعالجة المعلومات أثناء عملية التعلم، (علي، 2001).
ولما کان التفکير أساس التعلم وجوهره باعتباره أحد العوامل المهمة التي تساعد الأفراد على التکيف مع مستجدات الحياة ومتغيراتها، ومسيرًا لاختيارات الفرد وقراراته،  الأمر الذي يشکل محور الاستقامة للفرد،  ومسار هداية رشدية في اتخاذ القرارات الصائبة النابعة من تأصيل ذاتية الفرد وقدراته، فلا يخفى أن معترکات الحياة الحاضرة والمعاصرة يشوبها صروف التعقيد والتشابک في کافة ظروفها ومتغيراتها، فلا تستقيم سوية الإنسان وشخصيته بأحادية فکرية، الأمر الذي أصبح محط إلزام وتوجيه في المؤسسات التربوية عامة والبرامج التدريسية خاصة في الولوج لصروف التفکير ومجالاته،  وهو ما دأبت إليه هذه الدراسة من خلال الوقوف على جوانب التفکير المرکب بمعالجة برنامج فکري تتعالى فيه عمليات التفکير الناقد وتطبيقاته من خلال معالجة وحدة تعليمية مطورة وفق مبادئ النظام الذکي في معالجة المعرفة (RISK ).
 ويشکل التفکير الناقد نقطة حيوية من بين أشکال التفکير المختلفة، حيث يشتمل على کثير من الموضوعات والمهارات والقضايا التي تتطلب أنواعا متعدد من التفکير، فتحليل النصوص، ومهارات البناء والمعالجة، وتعليم المفاهيم وإعادة تشکيلها، تعد موضوعات حيوية لدى المتعلمين (إبراهيم، 2010).
ولعل المتتبع لآلية التعايش التربوي في الدمج بين التوليف البرامجي مابين مهارات التفکير بأنواعها المختلفة.. يجد غزارة البناء سواء في تطبيقات التفکير الإبداعي أم الناقد أم التأملي وغيره الکثير من برامج التفکير التي تسعى جميعها في الارتقاء بالمناهج التربوية وتطعيم مداخلها التربوية وتفعيل تکتيکات تطبيقاتها بصورة حيوية، ذات بصمة إيجابية في شخصيات المتعلمين وتفکيرهم.
ولعل من أبرز هذه البرامج، برنامج (Right Intelligent System of Knowledge) النظام الذکي في معالجة المعرفة "RISK" الذي يستند إلى برنامج هارنادک (Harnadek.1980) لتعليم التفکير الناقد، إلا أنه يختلف عنه من حيث توزيع الأبواب والمسميات والمهارات ومضامين التمارين. ويغطي برنامج "RISK" مدى واسعاً من المهارات التي تحفز التفکير ضمن أربعة محاور أساسية هي: ( المهارات الحياتية، والنظام، وقوة التفکير، والنجاح"). التي تمکن المتعلمين من تطوير الحس وممارسة لمهارات التفکير الناقد في الموقف الصفي، وتعميمها على مواقف الحياة، منها مساعدة المتعلمين على تشکيل نظام تفکير ذکي يحلل ويقيم وينتقد ويحاکي المعرفة التعلمية التي يتعرض لها الطلبة، وبالتالي تجعلهم قادرين على إصدار الأحکام المعرفة، واختيار الصحيح المتميز والنافع منها (السرور، 2005 أ).
وقد قامت السرور (2005) بتطوير هذا البرنامج للبيئة العربية، إلا أن البرنامج المطور يختلف عن البرنامج الأصلي من حيث الأهداف، والمحتوى، وتوزيع الأبواب والمسميات والمهارات، ومضامين التمارين التي شملت التفکير الناقد، والتفکير الإبداعي، ومستويات الحلول الإبداعية دون الإخلال بالأصول الأساسية للبرنامج. ويقع البرنامج المطور على أربعة أدلة للمعلم، وأربعة أدلة للطالب تغطي معظم مهارات التفکير، مثل: المهارات الحياتية، والنظام، وقوة التفکير، والنجاح (السرور، 2005 ب).
ويتکون البرنامج من أربعة أجزاء يشتمل کل جزء منها على مهارات فرعية تحاکي الإطار العام للمجال الذي ينطلق منه، ويسعى إلى تحقيق أهدافه، وفما يلي استعراض للأجزاء الأساسية للبرنامج وأمثلة على المهارات الفرعية التي يتضمنها حسب ما أشارت إليه (السرور، 2005 ب).