درجة استخدام استراتيجية قبعات التفکير الست لمعلمي المرحلة الثانوية في مدارس الملک عبدالله الثاني للتميز في محافظة الزرقاء

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السبيله

المستخلص

يُعد التفکير من العوامل الأساسية والمهمة في حياة الإنسان، فهو الموجه المهم في التقدم في هذه الحياة، والسيطرة والتحکم في مناحي الحياة، وأصبح التفکير ضرورة من ضرورات الحياة، حيث أصبح اهتمام التربية العلمية الحديثة تزويد المتعلمين بمجموعة من مهارات البحث والاستکشاف ومهارات التفکير المختلفة التي من خلالها نسعى إلى تزويد المتعلمين بالحقائق والمعارف والمفاهيم والاتجاهات الإيجابية نحو مناحي الحياة المختلفة.
وأجمع العديد من المربيين على أن الهدف الرئيس للتعلم هو العمل على تطوير قدرات المتعلمين الذين يتميزون بالقدرة على الفهم وحل المشکلات بصورة فعّالة تتفق مع روح العصر. (Benoit, 2004).
إن تنمية مهارات التفکير للطلبة بحاجة إلى الإيقاظ والتدريب لکي تتوقد، وأن النمطية في طرائق التدريس تُعيق تنمية هذه المهارات ولا تؤدي إلى إعداد أفراد يمتازون بالفکر، قادرين على الإنتاج المتنوع والجديد، والذي تحتاجه التنمية الشاملة لمجتمعاتنا في ظل التطور التکنولوجي السريع. إن استخدام طرائق تعلم وتعليم متنوعة ومتقدمة تساعد طلابنا على إثراء معلوماتهم وتنمية مهاراتهم العقلية المختلفة وتدربهم على الإبداع وإنتاج الجديد والمختلف (عودات، 2006).
ويساعد التعليم الفعّال القائم على تنمية مهارات التفکير على رفع مستوى الکفاءة التفکيرية للطلبة، ويعطيهم إحساساً بالسيطرة الواعية على تفکيرهم، وعندما يقترن هذا التعليم بتحسين مستوى التحصيل ينمو لدى الطلبة شعور بالثقة بالنفس في مواجهة المهمات المدرسية والحياتية (جروان، 2002).
ويرى (Beyer, 2003) بأننا بحاجة في التعليم لاستراتيجيات تعلم وتعليم لتمدنا بآفاق تعليمية واسعة على الإبداع وإنتاج المعرفة، وذلک لا يتأتى بدون وجود المعلم المختص الذي يعطي طلابه فرصة المساهمة في وضع التعميمات وصياغتها، فتجربتها، وذلک من خلال تزويدهم بالمصادر المناسبة وإثارة اهتماماتهم.
ونظراً لأهمية تنمية التفکير لدى المتعلمين، فقد طور الباحثون عدداً کبيراً من البرامج والاستراتيجيات والطرق التي تهدف إلى تعليم وتطوير مهارات التفکير لديهم في جميع مراحل التعليم، ومن بين هذه البرامج ما طرحه إدوارد دي بونو (Edward De Bono) على مدى سنوات عديدة من برامج لاقت صدى وانتشاراً واسعاً على المستويين العربي والأجنبي في تنمية مهارات التفکير، ومن أهمها برنامج قبعات التفکير الست The Six Thinking Hats (عمران، 2011).
يرى دي بونو (De Bono, 1986)، أن تدريس مهارات التفکير أمر ضروري، وطريقة القبعات الست في التفکير طريقة جيدة لتدريس مهارات التفکير ليس فقط للطلبة، بل في العديد من شرکات العالم.
لذا، ينبغي على القائمين على العملية التعليمية التحول من الطرق التي تعتمد على التلقين والحفظ والبحث عن طرق تدريبية جديدة لتحقيق هذه المتطلبات الملحة، نظراً لأن التلقين يفقد المتعلمين القدرة على الفهم والتفکير العلمي السليم (فتح الله، 2010: 140).
وفي ضوء الاهتمام بتعليم التفکير وتنمية مهاراته لدى المتعلمين أصبح لا بد للمعلم من معرفة واستخدام الطرق والاسترايتجيات التي تنمي التفکير ومنها استراتيجية التفکير الست التي اقترحها De Bono وهي نموذج متکامل يتضمن تنمية ست أنواع من التفکير لدى الفرد عبر الألوان المختلفة التي ترکز إلى أنواع متباينة من أنواع التفکير، وتهدف القبعات الست إلى تبسيط التفکير وزيادة فاعليته، کما تسمح هذه الاستراتيجية للفرد بالانتقال من نمط تفکير إلى آخر (نوفل، 2009: 202).
اتجهت الدراسات الحديثة إلى تجريب وتطبيق مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين مستوى أعمال الذهن عند المتعلم عدا عن المستوى التحصيلي، وتُعد استراتيجية قبعات التفکير الست إحدى أهم الاستراتيجيات التي تم تجريبها ضمن المؤسسات التربوية. فاستراتيجية قبعات التفکير الست هي إحدى أفکار العالم البريطاني إدوارد دي بونو Edward De Bono.
وتذکر (قطامي، والسبعي، 2008) أن من أهم وأشهر برامج تعليم التفکير، برنامج قبعات التفکير الست، حيث صمم هذا البرنامج لتعديل التفکير من الطريقة التقليدية إلى أسلوب رسم الخرائط، مما يؤدي إلى جعل التفکير ضمن مرحلتين: مرحلة رسم الخريطة، ومرحلة اختيار مسار الخريطة.