الذکاء الانفعالي للمعلم وعلاقته باستراتيجيات المواجهة وأساليب ضبط الصف

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

العدل

المستخلص

حيث إن انعکاس الجوانب الانفعالية على الفرد لها آثار على المدى القصير والطويل، وقدرة الفرد على عکس مشاعره باعتبارها حجر الزاوية بالغ الأهمية في مساعدة الأفراد في صقل أهدافهم، ومعتقداتهم، وخيارات الحياة والقرارات (Salovey, Mayer, Goldman, & Turvey, 1995; Salovey, Stroud, Woolery, & Epel, 2002).
فما يمتلکه الفرد من معلومات وجدانية يمکن أن تساعده في فهم ردود فعله على الضغوط المختلفة، والتي يمکن بعد ذلک توجيه للتکيف في عملية المواجهة (Alumran & Punamäki, 2008)، فالانفعالات يمکن أن تکون مدمرة لحکم الفرد، بينما في أوقات أخرى، تصبح ميسرة لفهم أفضل والتبصر بتأثيرات المؤثرات داخلية أو خارجية (Goleman & Boyatzis, 2008)، وقدرة الأفراد على المواجهة الفعالة والتعامل مع المشکلات يعتمد على قدرته على تنظيم انفعالاته، فالمستوى المرتفع من ذکاء الانفعالي يرتبط بالفعالية في حل المشکلة، مثل السماح للأفراد بوضع العديد من المداخل الممکنة لحل المشکلات (Aldea & Rice, 2006). وقد أظهرت الأبحاث أن الأفراد لا يستخدمون نفس مصادر مواجهة ضغوط للتعامل مع المواجهات المجهدة (Maschi, Viola, & Morgen, 2014)، حيث إنه لا توجد مصادر مواجهة للضغوط عامة يمکن تطبيقها من قبل جميع الأفراد في جميع المواقف العصيبة (Watson, 2009)، والذکاء الانفعالي يمثل وصف لعملية معالجة المعلومات التي تشمل تقييم الدقيق لانفعالات الفرد والآخرين، والتعبير المناسب عنها، وتنظيم تکييف الانفعالات في مثل هذه الطريق لتعزيز الحياة (Salovey & Mayer, 1990).
إن غيــاب النظــام داخــــــــل الفصل يقود الطــلاب للفوضى التى لا يحترمـــون فيها حقــــوق زملائهم الأکثـــــــر انضباطـــــــــا فـى الفصــل, فقــــد يعتدون عليهــم, ولا يسمحـون لهـــــــــــــــم بالاستفادة مــــــن أى نشـــــــاط تعليمـــــــــى داخــل الفصـل, کمــــــــا أن الفصـل الدراسى المضبوط بشــدة, مــن المحتمــل أن يسبب مشاکل فـى النظام, ولکــــــن الفصـل الدراسى المضبوط بطريقـة معقولة عــادة ما يکــون بناء, وأکثر کفـــــــــــاءة فـى التعليم مــــــــــن الفصل الذى ينعدم أو يقل فيه النظام.
وأوضــــــح (Jeloudar, Yunus, Roslan, & Nor, 2011 A, 134) أن هنـاک نـقــاطاً رئيسية يعتمد عليها الضبط داخل الفصل, وهى تشجيع تحمل المسئولية, والثــــواب, والعقــــــــاب, والمشارکـــــــة فى صنـــــــــع القــــــــرار، وتعد مشکلات الـــضبـــــط والنظـــــام مصدرا أساسيا للقلق والضغـــوط, کما أن بعض المعلمين ينظــــــــرون إلــــــى النظام بالنسبة إليهم علـــــى أنـه يشير إلى العقـــاب, والتوبيــــــخ اللفظى, والتهديد اللفظــــى, والقلــق, والحيرة, والانفجــار والنظام فــــى معنــــــاه الحقيقى يعنــــى نسقــــــا مــــن استراتيجيات المنـع والتدخل تصمـــم لإدارة سلوک الطلاب أکثر من السيطرة على هذا السلوک والرقابة عليه.
کما أشار(غسان الحلو,2001, 330) إلى أن موضوع الضبط من أهم الموضوعات التربوية التى حظيت باهتمام التربويين فى السنوات الأخيرة, خاصة بعد أصبحت المشکلات السلوکية الصفية من أکثر العوائق التى تحول دون تحقيق المدرسة لأهدافها وتعطل سير عملية التعليم والتعلم فيها، وأوضح (عارف القيد, 2009, 57) أن الضبط من أهم الشروط الأساسية اللازمة التى يجب أن تتوافر داخل الفصل حتى يتمکن المعلم من ممارسة عمله؛ فکلما کان الفصل مضطربا أو على درجة متدنية من الضبط فإن المعلم لا يستطيع أن ينتقل إلى عملية التعلم المرغوبة, لذلک لا بد من إشغال الطلبة خلال فترة مقاطعة الأنشطة الصفية الاعتيادية، وأشار Sadruddin, 2010, 23)) إلى أن العديد من المعلمين يجدون صعوبة في المحافظة على الانضباط في الفصول الدراسية ومن الصعب بالنسبة لهم استخدام تقنيات فعالة لمنع تطور مشاکل ضبط الفصول الدراسية، ويعـــــــــود ذلک إلى إتباع المعلـــــــــم للممارسات السلبية, والتى مـــــــن شأنها أن تسهم فى توفير الظــــــروف غير المناسبة للبيئة التعليمية التعلمية, حيث إن الممــــــــارسات الخاطئة فـــــى ضبط الصــف تسهم فـــــى عــدم توفير البيئة الصفية المناسبة للتعلم والتى تتحدد ملامحهـــــا بالفوضى وتدنى الدافعيـــة والعدوانية والأنانية وعدم الانتباه وبالتالى تدنى التحصيل.
إذا کانت الإدارة الصفية تعرف أنها الأنشطة التى يسعى المعلم من خلالها إلى تنمية الأنماط السلوکية المناسبة وإلى توفير جو صفى تسوده العلاقات الإيجابية بين المعلم والتلاميذ وبين التلاميذ أنفسهم داخل غرفة الصف وخارجها, فإن الانضباط الصفى هو واحد من أرکان هذه الإدارة, ويعرف على أنه کل الممارسات والعوامل البيئية التى تساعد فى تطوير سلوک هادف ومنضبط ذاتيا لدى الطلاب, کما يتضمن التوافق بين الطلبة وقوانين المدرسة، وأوضح کل من (Johnstone, & Munn, 1992,50) أن التعامل مع الفوضى والترويج للضبط الجيد يتأثر بکيفية أداء المدرسة وذلک من خلال ملاحظة الاستجابات, وهناک من أعضاء هيئة التدريس فى بعض المدارس تساعد أو تعرقل إدراک نظم ضبط جيد, وإن العوامل الإيجابية التى يتم ملاحظاتها يمکن عرضها فى وجود إطار وسياسة واضحة للضبط, ونظام إرشادي جيد, ودائما ما يعطى الطلاب أسبابا للقواعد (القوانين).