واقِعُ الصَّمْتِ التَّنْظِيْمِيِّ لَدَى قَائِدَاتِ المدارس الثَّانَوِيَّة بِمَدِيْنَةِ الرِّيَاضِ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

البکر

المستخلص

تُعدُّ المدرسة من أهم المؤسسات التعليميَّة بالمجتمع، وتعود أهميتها إلى أن نجاحها مرهون بنجاح قيادتها، والتي تمثل أکثر العناصر أهميَّة، وتترکَّز خطورتها فيما تتَّخذه من قرارات لتغيير أو تطوير النظام المدرسي (مصطفى، 2006م، 68)، وهذه العلاقة يجب أن تکون منسجمةً مع الأسس التي تربط الأعلى بالأدنى، والأدنى بالأعلى، بحيث تکون قنواتها مفتوحة، ولا تتقيَّد بالحدود الإداريَّة، بل إن اتصالها يجب أن يکون مباشرًا؛ لتلبية احتياجات المدرسة، وحلِّ مشکلاتها (البدري، 2001م، 184).
ومن العوامل التي تساعد على نجاح التنسيق بين المؤسسات التعليميَّة بمستوياتها المختلفة: فعالية وسائل تبادل المعلومات والاتصال بين وحدات العمل في المؤسسات التعليميَّة (عيداروس وأحمد، 2013م، 131)، حيث تؤدي الاتصالات دورًا رئيسًا من خلال عرض المشکلات المدرسيَّة،وإبلاغ القيادات العليا بما تمَّ إنجازه من أهداف أثناء تنفيذ الخطط الإداريَّة، وبالانحرافات غير المتوقعة، کما أنها وسيلة ضروريَّة لتقديم الاقتراحات اللازمة لعلاج هذه المشکلات من العاملين التنفيذيين أنفسهم (المعايطة، 2007م، 154).
والقيادة المدرسيَّة هي الوحدة القائمة بتنفيذ السياسة التعليميَّة، حيث تمثِّل المستوى التنفيذي في المنظومة التعليميَّة، والتي تعمل على تفعيل العناصر البشريَّة والماديَّة المتاحة للمدرسة (الحقيل، 2013م، 25)، ويشير کلٌّ من فان ديان، وآنج، وبوتيرو Van Dyne & Ang & Botero(2003, 37) إلى أن صعوبة الاتصال بين الإدارة والعاملين، تؤدي إلى سلوک الصمت التنظيمي وأنه يمکن مواجهة هذا السلوک من خلال فتح قنوات الاتصال والسماح بتدفُّق المعلومات من أعلى إلى أدنى وبالعکس، ويعدُّ مفهوم الصمت التنظيمي (Organizational Silence) من المفاهيم الغائبة عن کثير من المنظمات، بالرغم من آثاره السلبيَّة، حيث يمثل إحدى المشکلات التي تؤثر سلبًا في کفاءة وفاعليَّة هذه المنظمات، وتحقيقها لأهدافها المنشودة (القرني، 2015م، 297)، ويُقصد بالصمت التنظيمي: اختيار القادة لحجب الأفکار والمعلومات والآراء والملاحظات عن المشکلات التنظيميَّة إلى المستويات العليا، أو إلى العاملين معهم، مما يؤثر في تحقيق أهداف المؤسسة (Vokola&Bouradas, 2005, 450).
ويؤثر سلوک الصمت التنظيمي في التعليم وتطويره خاصة على مستوى المدرسة، نتيجة إيقاف التغذية الراجعة، التي تشير إلى الممارسات التي تحتاج إلى تدعيم جوانب القصور والضعف السائد في الأداء، والذي يحتاج إلى تطوير، ومن ثم فإن فاعليَّة المدارس وتميز إدارتها يتحدد بناءً على فاعليَّة القادة فيها، وعلى العکس من ذلک: فإنَّ ضعف إسهام، وتواصل قائدي المدارس في المدرسة مع الإدارات العليا أو العاملين يؤثر سلبًا في أداء المدرسة، ويحول بينها وبين تحقيق الأهداف المنشودة.
وفي هذا الصدد أشارت نتائج دراسة کلٍّ من سيتن Cetin(2013م)، ودراسة التين کورت Altinkurt (2014م) أن الصمت التنظيمي يتأثر بالمناخ المدرسي، والدعم التنظيمي، وأن متغيِّر انفتاحيَّة الإدارة من العوامل المهمة في التنبؤ بصمت المعلِّم، وتضيف نتائج دراسة هوسرفاهي Hosrevsahi (2015م) بأن هناک علاقة إيجابيَّة بين سلوک الصمت التنظيمي للمعلِّمين، والتسلط التنظيمي، کما أکدت نتائج دراسة سلام  Salam(2016م) أن هناک علاقة عکسيَّة بين الثقة التنظيميَّة لدى المعلِّمين والصمت تنظيمي، فکلما زادت الثقة التنظيميَّة قلَّ الصمت التنظيمي.
وانطلاقًا مما سبق؛ تسعى الدِّراسَة الحاليَّة للتعرُّف على واقع الصمت التنظيمي لدى قيادات المدارس الثانويَّة بمدينة الرياض، وأهم أسبابه، وسبل التغلب عليه.