جودة الحياة لدى طالبات کلية التربية في جامعتي اليرموک وحائل (دراسة مقارنة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الدهني

المستخلص

يعتبر علم النفس من العلوم التي اهتمت بجودة الحياة، وکان له السبق في فهم وتحديد المتغيرات التي تؤثر على جودة حياة الإنسان، ويرجع ذلک إلى أن جودة الحياة في النهاية هي تعبير عن الإدراک الذاتي لتلک الجودة، فالحياة بالنسبة للإنسان هي ما يدرکه منها (الأشول، 2005).
وقد نشأ الاهتمام بدراسة نوعية الحياة کمفهوم مرتبط بعلم النفس الإيجابي والذي جاء استجابة لتأکيد العلماء أهمية تبني نظرة إيجابية للحياة بدلا من الترکيز المفرط على الجوانب السلبية منها. ومع الاهتمام المتزايد بالجوانب الإيجابية في الشخصية ظهر متغير جودة الحياة، واتسع ليشمل الصحة الجسمية والنفسية، والرضا عن الحياة، والتعليم والدراسة، والحياة الأسرية والاجتماعية (أبو راسين، 2012 ؛ منسي وکاظم، 2006).
وتعرف منظمة الصحة العالمية جودة الحياة بأنها "إدراک الفرد لوضعه المعيشي في سياق أنظمة الثقافة والقيم في المجتمع الذي يعيش فيه، وعلاقة هذا الإدراک بأهدافه وتوقعاته ومستوى اهتمامه" (WHO,1994, 41-57).
ويؤکد بونومي وباتريک وبوشنيل (Bonomi, Patrick, & Bushnel, 2000) على أن جودة الحياة تمثل مفهوما واسعا يتأثر بجوانب متداخلة من النواحي الذاتية والموضوعية، مرتبط بالحالة الصحية والحالة النفسية للفرد، ومدى الاستقلال الذي يتمتع به والعلاقات الاجتماعية التي يکونها، فضلا عن علاقته بالبيئة التي يعيش فيها.
الإطار النظري:
وبمراجعة الأدب التربوي نجد عدة تعريفات لمفهوم جودة الحياة، فقد عرف تايلور وبوجان (Taylor & Bogdan, 1990) جودة الحياة بأنها رضا الفرد بقدره في الحياة والشعور بالراحة والسعادة، کما عرفها جود (Good,1990) بأنها امتلاک الفرص لتحقيق أهداف ذات معنى. وعرفها دودسون (Dodson, 1994) بأنها الشعور الشخصي بالکفاءة وإجادة التعامل مع التحديات. ويعرفها العارف (,187-270 1999) بأنها "البناء الکلي الذي يتکون من مجموعة المتغيرات التي تهدف إلى إشباع الحاجات الأساسية للإنسان، بحيث يمکن قياس هذا الإشباع بمؤشرات موضوعية تقيس الإمکانات المتدفقة على الفرد، ومؤشرات ذاتية تقيس مقدار الإشباع الذي تحقق". أما عبد المعطي (2005, 13- 23) فيعرف جودة الحياة بأنها "التعبير عن الرقي في مستوى الخدمات المادية والاجتماعية والنفسية التي تقدم لأفراد المجتمع، وهي التي تعبر عن نزوع الأفراد نحو نمط حياة يتميز بالترف، وهذا النمط يمکن أن يتحقق في المجتمعات التي استطاعت حل مشاکلها المعيشية". ويرى کل من عبد الفتاح وحسين (2006, 187- 270) أن جودة الحياة هي الاستمتاع بالظروف المادية في البيئة الخارجية والإحساس بحسن الحال وإشباع الحاجات والرضا عن الحياة، فضلا عن إدراک الفرد لجوانب حياته وشعوره بمعنى الحياة، إلى جانب الصحة الجسمية الإيجابية وتوافقه مع القيم السائدة في المجتمع.
ومن خلال العرض السابق ترى الباحثة أن جودة الحياة مفهوم متعدد الأبعاد ويشمل أکبر قدر من جوانب الحياة المادية والمعنوية، وأن هناک عوامل کثيرة تحدد مقومات جودة الحياة، مثل: الصحة الجسمية، والصحة النفسية، والتعليم والدراسة، واتخاذ القرارات، والتفاؤل بالمستقبل، وتحقيق الحاجات والطموحات. ومن هنا تجدر الإشارة إلى أبعاد ومکونات جودة الحياة التي تناولها العلماء في الأدب التربوي.