بناء مقياس الدافعية نحو التعلم لدى أطفال الروضة في الأردن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

سماوي

المستخلص

إن الاهتمام بالطفولة هو اهتمام بالحاضر والمستقبل معاً، إذ تعد مرحلة الطفولة المبکرة من أهم المراحل في تکوين الملامح الأساسية لشخصية الطفل وإعداده للمستقبل، فازدادت العناية بالطفل في جميع مراحل نموه وتعليمه بشکل عام، وفي مرحلة ما قبل المدرسة بشکل خاص. ونتيجة لذلک، فقد تم تطوير الکثير من برامج الطفولة المبکرة في جميع أنحاء العالم.
إن السنوات التي يقضيها الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وهي الفترة من الميلاد إلى السنة الخامسة من العمر، من الفترات المهمة في حياة الطفل. وقد تم تطوير مقاييس خاصة بتلک المرحلة لما لها من أهمية في مرحلة التأسيس لنمو شخصية الطفل وقدراته المختلفة. وفيها تحدث تغيرات سريعة في طرائق تفکيرهم بأنفسهم، وبالعالم المحيط من حولهم، وتتأثر هذا التغيرات بجملة من العوامل منها عوامل نمائية، وأخرى بيئية يکتسب الأطفال من خلالها المعارف والمهارات الأساسية التي ترفد مسيرتهم المستقبلية بعوامل التفوق والنجاح في المدرسة، وفي ممارسة الحياة اليومية وإقامة العلاقات الاجتماعية (Frey & Fisher, 2010).
وانطلاقاً من الاهتمام بالطفولة المبکرة، وتماشياً مع الاتجاهات المعاصرة زيادة برامج الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبکرة في الدول المتقدمة والنامية معاً؛ فقد عملت الأردن على تنمية مرحلة الطفولة المبکرة وتعزيز برامجها، حيث يعد مؤتمر التطوير التربوي الأول الذي عقد عام 1987م، نقطة فاصلة في رعاية الطفولة المبکرة، إذ تم اعتبار مرحلة رياض الأطفال مرحلة متميزة في التعليم في الأردن، کما اعتبر قانون التربية والتعليم رقم (3) لعام 1994م مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليمية غير إلزامية في السلم التعليمي. حيث تم إنشاء قسم لرياض الأطفال في وزارة التربية والتعليم وأقسام مماثلة في مديريات التربية والتعليم، اقتصرت مهمتها على حث وتشجيع القطاع الخاص على إنشاء رياض الأطفال کونها مرحلة غير إلزامية في المدارس الحکومية (وزارة التربية والتعليم، 2015). کما تم إعداد استراتيجية وطنية للطفولة المبکرة عام 2000م، انبثقت هذه الاستراتيجية من الخصائص والحاجات التي تتعلق بالفئات العمرية في مرحلة الطفولة المبکرة. وکان من أهم الإنجازات التي حققتها هذه الاستراتيجية إطلاق المنهاج الوطني التفاعلي لرياض الأطفال، حيث قامت وزارة التربية والتعليم بالعمل مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة لتنفيذ المشروع الوطني لتطوير التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة (الشرايري، 2007).
وفي إطار تحديد أهداف مرحلة رياض الأطفال في الأردن، فقد تناولت أهدافاً متعددة وفقً ما جاءت به أبو طالب (2006)، والتي انحصرت فيما يلي: تسهم مرحلة رياض الأطفال في إکساب الطفل ثقته بنفسه، ومساعدته على تطوير استقلاله واعتماده على ذاته، وعلى تطوير مهاراته الاجتماعية عن طريق مقابلة أطفال آخرين واللعب معهم مع التقيد بالقواعد السلوکية، ومساعدة الأطفال وتدريبهم على أسلوب التفکير المنطقي وتحمل المسؤولية واحترام حُرية الآخرين، واستثارة انتباه الأطفال بموضوعات سمعية وبصرية جاذبة ذات ارتباط باهتماماتهم، ومثيرة لفضولهم وشغفهم حتى تتحقق لهم المتابعة، وتنمية مهارات التعبير اللغوي للطفل، وإتاحة الحرية لاستکشاف إمکاناته وقدراته لإکسابه الشعور بالإنجاز عن طريق الأنشطة المتنوعة المقدمة من خلال اللعب، وتنمية حواس الطفل المختلفة وتدريبها بهدف إحداث تواصل إيجابي مع البيئة المادية التي يعيشها الطفل، وتنمية وعي الطفل بالبيئة الاجتماعية، إذ ترتبط زيادة هذا الوعي بزيادة مشارکة الطفل وتفاعله مع الآخرين واتساع دائرة علاقاته، ونمو صداقاته بممارسة الکثير من الأنشطة والمواقف الاجتماعية التي يمکن استغلالها في الروضة لتحقيق الأهداف، وإفساح المجال للطفل للقيام بتمرينات تساعد على نمو العضلات الکبيرة والصغيرة وتنمية القدرة على التآزر الحرکي بين أجزاء الجسم المختلفة.