برنامج قائم على مدخل التدريس المتمايز لتنمية مهارات التعبير الشفهي والقراءة المکثفة والکتابة التفسيرية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السمان

المستخلص

يحظى التعبير الشفهي بمکانة مهمة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؛ حيث إنه يساعدهم على إجادة النطق وطلاقة اللسان وتمثيل المعاني، کما يدربهم على التفکير المنطقي وترتيب الأفکار وربط بعضها ببعض وإفهام الآخرين، وکذلک ينمي لديهم التعبير عن النفس والثقة بالنفس من خلال مواجهة زملائهم، وأيضا يشجعهم على التلقائية والطلاقة في الحديث وتقريب وجهات النظر المختلفة، بالإضافة إلى أنه يدفعهم إلى ممارسة التخيل والابتکار، علاوة على أنه يدربهم على مجالسة الآخرين واحترامهم ومجاملتهم بالحديث. (علي قورة ووجيه أبو لبن ومحمود خلف الله، 2013، ص ص 28 – 29)
کما تحظى القراءة المکثفة بمکانة مهمة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؛ حيث إنها تساعدهم على فهم ما يقرءون من نصوص فهما کليا عاما وجزئيا تفصيليا، وتساعدهم کذلک على إدراک ملامح هذه النصوص، ومعرفة جوانبها، ومکوناتها، وأساليب تنظيمها، والوقوف على أهم تفاصيلها، ونقدها،کما تساعدهم على إجادة نطق أصوات هذه النصوص وکلماتها وتراکيبها وجملها، وتساعدهم أيضا على السرعة مع الدقة والإتقان في قراءة هذه النصوص، بالإضافة إلى أنها تساعدهم على زيادة ثروتهم اللغوية من خلال إکسابهم المفردات والتراکيب اللغوية الجديدة في هذه النصوص، علاوة على أنها تتيح لهم الفرص لتحليل هذه النصوص تحليلا لغويا بجميع مستوياته. Torgesen, 2006, P13)؛ (حسن شحاتة، 2016، ص110)
وکذلک تتبوأ الکتابة التفسيرية مکانة مهمة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؛ حيث إنها تساعدهم على تقديم معلومات تفصيلية حول الموضوعات التي يدرسونها؛ مما يساعدهم على فهمها، کما تساعدهم على دعم الأفکار المتضمنة داخل الموضوع من خلال تقديم شرح واف له، وتساعدهم کذلک على تقديم أدلة وشواهد وحجج مقنعة وبيانات ومعلومات من مصادر موثوق منها وإحصائيات صادقة تؤکد صحة الأفکار المقدمة داخل الموضوع، وتساعدهم أيضا على تقييم هذه الأدلة وتلک الشواهد والحجج والبيانات والمعلومات وانتقائها وإبداء الرأي فيها، بالإضافة إلى أنها تساعدهم على تقديم رؤية نقدية لموضوع ما ومعالجة فکرية لمشکلة ما، علاوة على أنهم يستخدمونها عند قراءة الکتب الدراسية والمجلات العلمية والمقالات الصحفية؛ مما يساعدهم على اکتساب مفردات وتراکيب لغوية جديدة، ويستخدمونها کذلک عند اجتياز الامتحانات الفصلية والأبحاث التقويمية. Moss,2004)؛ (Kirsten,2011
وهناک علاقة وثيقة بين التعبير الشفهي والقراءة المکثفة والکتابة التفسيرية؛ حيث إن کلا منها يسهم في تنمية مهارات التفکير العليا مثل التفکير الناقد والإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية، کما أن کلا منها يساعد في تنمية مهارات ترتيب الأفکار وإبداء الرأي، وأيضا يهتم کل منها بتنمية الثروة اللغوية لدى هؤلاء التلاميذ من خلال إکسابهم مفردات وتراکيب لغوية جديدة، علاوة على دعم کل منها للثقة بالنفس أثناء التحدث والقراءة والکتابة لدى هؤلاء التلاميذ.
ونظرا لأهمية کل من التعبير الشفهي والقراءة المکثفة والکتابة التفسيرية، فقد ظهر مدخل التدريس المتمايز ليساعد في تعلم کل منها من خلال تزويد التلاميذ بطرائق مختلفة ومتنوعة لمساعدتهم على اکتساب محتوى الموضوعات القرائية التي يدرسونها والتعبير شفهيا وکتابيا عنها، وتوزيع مهام التعبير الشفهي والقراءة والکتابة المناسبة لکل تلميذ، ورفع مستوى التعبير الشفهي والقراءة والکتابة لجميع التلاميذ، وتلبية احتياجات التلاميذ المتنوعة، ومراعاة ميولهم واتجاهاتهم، وتنمية الابتکار والکشف عن الإبداع لدى هؤلاء التلاميذ. (Logsdon, 2014)
ويحظى مدخل التدريس المتمايز بمکانة مهمة لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية؛ حيث إنه يهتم بمراعاة الأنماط المختلفة لتعلم هؤلاء التلاميذ والمتمثلة في (النمط السمعي، والبصري، واللغوي، والحرکي، والمنطقي، والرياضي، والاجتماعي، والحسي)، کما يشجع هؤلاء التلاميذ على تحقيق تفضيلات التعلم الخاصة بهم؛ حيث إن بعض التلاميذ يحتاجون لفترة أطول في التفکير في الأفکار قبل البدء في تطبيقها، في حين يفضل البعض الآخر العمل السريع، وبعضهم بحاجة إلى التحدث مع الآخرين عند التعلم، والبعض الآخر بحاجة إلى الهدوء عند التعلم، وبعضهم يتعلم من خلال التطبيق العملي للأفکار، والبعض الآخر من خلال تحليل هذه الأفکار، وهکذا، بالإضافة إلى أن هذا المدخل يسهم في توضيح المفاهيم والتعميمات الرئيسة للموضوع، وأيضا يستخدم التقييم کأداة رئيسة للتعليم؛ حيث يحدث التقييم فيه قبل وأثناء وبعد التعليم، وکذلک يسعى إلى إشراک جميع المتعلمين في تطوير الموضوعات والأنشطة، کما يسعى إلى توفير التوازن بين المهام الموزعة على التلاميذ بما يحقق التمايز، علاوة على أنه يعزز التفکير الناقد والإبداعي کهدف للتعليم. (Hall, 2002؛Wilson & Papadonis, 2006)