برنامج مقترح للنفايات الإلکترونية باستخدام الوسائط الفائقة التفاعلية وأثره على تنمية الاتجاه نحو استخدام الأجهزة التکنولوجية والممارسات السلوکية البيئية المرغوبة لدى طلاب المرحلة الثانوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

حبيب

المستخلص

يشهد العالم في الآونة الأخيرة ثورة علمية وتکنولوجية، وحالة من التحولات والتغيرات المتلاحقة التي ظهر تأثيرها في شتى مجالات الحياة، وأصبح التغير سمة أساسية من سمات هذا العصر الذي تحول إلى عصر المعلوماتية، والفضائيات، والاتصالات، والتکنولوجيا المتقدمة.
 وبرغم ما تقدمه التکنولوجيا من حلول لکثير من مشکلات المجتمع، إلا أن هناک انعکاسات سلبية على البيئة – خاصة مع التقدم الهائل والمتزايد في العلم والتکنولوجيا – وهناک توقعات بزيادة هذه التأثيرات السلبية نتيجة لهذا التقدم المستمر في مختلف نواحي الحياة؛ لذلک ظهرت العديد من المحاولات للحد من هذه الظاهرة، وذلک بإجراء الأبحاث العلمية لزيادة الوعي بکيفية التعامل مع البيئة لدى أفراد المجتمع، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما مصير النفايات الإلکترونية؟
 يزداد حجم النفايات الإلکترونية کالحواسيب والهواتف وأجهزة التلفزة على نحو کبير في کل عام حيث أضحت معدلات نموها الأسرع والأکثر بسبب رخص أسعار تلک المنتجات حيث جعلت المستهلک أمام واقع مفاداه أن استبدال الإلکترونات بات أفضل اقتصاديًا من إصلاحها.
ويؤکد (Steven ,2013) على أن النفايات الإلکترونية لها مخاطر جسيمة على صحة الإنسان والبيئة نظرًا لتعقد مخاطرها.
 وبغض النظر عن المخاطر الناجمة عن هذه الإلکترونيات وآثارها على حياة البشر وصحتهم تبقى ثقافة المجتمع هي المحک الرئيس في الحد من هذه الظاهرة والتي أصبحت إحدى ثقافات العصر، فالملايين من هذه الأجهزة يستهلک سنويًا في مختلف أنحاء العالم دون أن يعرف أحد أين تذهب بعد انتهاء عمرها الافتراضي.
 وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة النفايات الإلکترونية، والتي تحتوي على العديد من العناصر السامة الخطيرة المتمثلة في الرصاص والزئبق والزرنيخ والبريليوم حال تعرض الإنسان لها من خلال الأتربة المتراکمة فيها أو المياه الجوفية التي تضر الجهاز المناعي للإنسان، ويرى الباحثين أن حرق البلاستيک بهذه الأجهزة التالفة ينتج عنه مواد شديدة السمية إضافة إلى الغازات المسببة للسرطان والرصاص الذي يؤثر سلبًا على نمو الأطفال الذهني والعقلي، والذي يتواجد بشکل مکثف في ألعاب الأطفال.
 لذلک أکدت العديد من الدراسات على وضع النفايات الإلکترونية، وطرق تدويرها، وذلک باستخدام أساليب وطرق مناسبة وآمنة في المناهج المقدمة للطلاب أو تقديمها في برامج منفصلة لتنمية الوعي لديهم واتخاذ القرار المناسب حيالها.
هذا ولقد تم عقد العديد من المؤتمرات لبحث المخاطر المترتبة على النفايات الإلکترونية بصفة خاصة مثل مؤتمر بالي في اندونيسيا (2009) والذي أوصى بنشر المعلومات والقواعد السلوکية الصحيحة للتعامل مع هذه المخاطر.
ومن هنا تتضح خطورة النفايات الإلکترونية على الإنسان وعلى البيئة وأن الجهل بها قد يسبب مشکلات بيئية وأمراض خطيرة للإنسان، وبالتالي ضرورة تنمية اتجاه الطلاب نحو استخدام الأجهزة التکنولوجية، ونشر المعلومات الصحيحة للنفايات الناتجة عنها، وإکساب الطلاب السلوکيات الصحيحة التي تقلل من مخاطر هذه النفايات على صحتهم وعلى البيئة.
وينادي (صابر سليم، 1999) بقوله إننا إذا أردنا أن نربي الإنسان تربية بيئية فلنبدأ به وببنائه عقليًا ووجدانيًا وسلوکيًا في هذا الاتجاه وعندئذ سيکون قادرًا ومقتنعًا وممارسًا للسلوک البيئي المرغوب فيه مما ينعکس في النهاية على البيئة بمختلف مظاهر الحياة فيها.
ومع تزايد حدة المشکلات البيئية وصدور التقارير القومية والعالمية ذات الدلالة الخطيرة، تؤکد المعايير العالمية للتربية العلمية وتدريس العلوم على أن مناهج العلوم يمکن أن تحقق إصلاح البيئة، إذا ما اعتمدت على المفاهيم والسلوکيات والاتجاهات البيئية المناسبة.