دور شبکات التواصل الاجتماعي في النمو المهني لأخصائيي تکنولوجيا التعليم بدولة الکويت

حققت تکنولوجيا الاتصال والتواصل ثورة کبيرة في مجال انتقال المعلومات والتواصل بين البشر وتبادل الخبرات العامة والخبرات المهنية مما أدى إلى ظهور شبکات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوک ويوتيوب وانستغرام وغيرها من الشبکات الاجتماعية عبر الإنترنت والتي کسرت حواجز المسافات.
يعد أخصائي تکنولوجيا التعليم من أهم الرکائز التي تحقق الأهداف التربوية، وتساعد على بلوغ المتعلم أقصى درجات نموه. ونظرًا للدور الهام الذى يقوم به أخصائيو تکنولوجيا التعليم وما يتطلبه هذا الدور من مهارات فإن التنمية المهنية اصبحت ضرورة ملحة لهم، وذلک لتنمية المهارات والمعارف والارتقاء بمستوى ادائهم وتغيير سلوکهم الى الافضل وذلک من خلال برامج التنمية المهنية التي تقدم لهم (عبد الهادي، 2007).
ومن أهم التحديات التي تواجه أخصائي تکنولوجيا التعليم في القرن الحادى والعشرين التغيرات والتطورات التکنولوجية المتسارعة التي طرأت في مجال تکنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي فرضت إحداث تغييرات جوهرية على العملية التعليمية/ التعلمية، کما استوجبت إعادة النظر ومراجعة استراتيجيات التعلم والتعليم، بحيث يتم الانتفاع بالمستحدثات التکنولوجية بما تيسره تلک التقنيات للوصول إلى المعلومات وسرعة تعزيز التواصل الفعال بين أطراف العملية التعليمية و/ التعلمية (شريف، 2014، ص87).
 على الرغم من أهمية تشجيع أخصائيي تکنولوجيا التعليم على توظيف المستحدثات التکنولوجية في المدارس عن طريق الحوافز المادية والمعنوية؛ إلا أن أثرها سيکون محدودا ما لم يجيد أخصائيو تکنولوجيا التعليم التعامل مع تلک المستحدثات وخاصة بيئات الإنترنت الإلکترونية ومن أهمها شبکات التواصل الاجتماعي (درويش، 2009، ص29).
وتسهم شبکات التواصل الاجتماعي في تأهيل أخصائي تکنولوجيا التعليم على التعامل مع التکنولوجيا الحديثة وتحديث خبراتهم وتثقيفهم وتحقيق عدالة التنمية المهنية لهم (الملاح، 2010، ص61)، ويعد النمو المهني لأخصائي تکنولوجيا التعليم ضرورة ملحة؛ نظراً للتطور السريع في مجال تکنولوجيا التعليم، مما يستلزم مواکبتهم لهذا التطور، خاصة في ظل المستحدثات المتقدمة في مجال النمو المهني والتي أدت دورا کبيرا في تطوير أساليب التدريب أثناء الخدمة. (الطعاني،2009، ص15).
 ومن أهم المستحدثات التکنولوجية التي تسهم في النمو المهني للمعلم: الشبکات الاجتماعية ”Social Networks”، وهي إحدى تطبيقات الجيل الثاني للويب Web 2.00، والذي أقبل عليه معظم مستخدمي شبکة الإنترنت، فهي توفر إمکانية التفاعل مع الآخرين من خلال الأنشطة المختلفة، وتتخطى الحواجز والحدود، وتساعد على اکتساب الخبرات، وتمکن تلک الشبکات مستخدميها من التجمع في کيانات اجتماعية تشابه الکيانات الواقعية فيما يسمى بمجموعات العمل، وبالتالي أصبحت شبکات الويب الاجتماعية من المصادر التعليمية المهمة والمؤثرة، حيث اسهمت في إيجاد بيئة تفاعلية فيما بين المشارکين، بالإضافة إلى کونها تمثل بيئة يمکن من خلالها زيادة معدل إتاحة المحتوى الإلکتروني على شبکة الإنترنت، خاصة مع ظهور شبکات اجتماعية تعليمية متخصصة يمکن توظيفها واستخدامها کبيئة أساسية للنمو المهني کالمنصات التعليمية. (عبد الفتاح، 2017)