علاقة الخدمات الإرشادية بمستوى الرضا عن الحياة وتقدير الذات لدى الطلبة الموهوبين بمدينة جدة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مشترک

المستخلص

يعتبر الموهوبون في المجتمعات ثروة بشرية ينبغي استثمارها والإفادة منها في تطوير هذه المجتمعات والوصول بها إلى مراحل متقدمة من التطور والإنتاجية، فهم يمثلون مورداً بشرياً هاماً، ربما يفوق بقيمته الموارد الأخرى. وإذا اهتمت المجتمعات بشريحة الموهوبين وساعدتهم في تنمية مواهبهم وتطوير قدراتهم، فإنه سيکون لهم دور بالغ الأهمية في خدمة هذه المجتمعات والرقي بها، نظراً لما يتمتعون به من مواهب وقدرات تجعلهم أقدر من غيرهم على تحقيق ذلک.
وقد أوضح جروان (2004) أن مجموعة من الدراسات أشارت إلى أن الموهوبين يظهرون مستوى جيداً من التکيف العاطفي والارتباط بعلاقات ناجحة مع الآخرين، وبالرغم من ذلک فإن دراسات أخرى أظهرت إمکانية وجود بعض المشکلات العاطفية والاجتماعية لدى الموهوبين. وهنالک عدد من الخصائص التي تميز الطلبة الموهوبين والتي قد تدفعهم إلى المجازفة أو إلى الوقوع في مشاکل مع الآخرين، ومن هذه الخصائص: الشعور بالاختلاف وعدم التقبل من الآخرين، الکمالية، الحساسية الزائدة، التوقعات المرتفعة التي يتوقعها الآخرون منهم، الشعور بالقلق لإحساسهم الشديد بمشکلات المجتمع، الشعور بالعزلة، رفض القيام بالأعمال التقليدية.
وأوردت سيلفرمان (Silverman, 1993) قائمة بالمشکلات التي يواجهها الموهوبون کنتيجة للتفاعل بين خصائصهم الشخصية وبيئاتهم الاجتماعية، واشتملت القائمة على: الشعور بالعزلة، الصراعات بين رغباتهم في التکيف وبين قيمهم، الشعور بالاکتئاب والانطواء، تدني مستوى التحصيل، اتجاهات الآخرين السلبية نحو قدراتهم، النمو غير المتوازن، الشعور الزائد بالمسؤولية نحو الآخرين، المنافسة الزائدة، المشکلات التکيفية.
إن المشکلات التي يواجهها الموهوبون هي أحد المؤشرات الدالة على حاجتهم للخدمات الإرشادية المتخصصة التي تساعدهم في التعامل مع هذه المشکلات والتخلص منها. فالخدمات الإرشادية جزء أساسي من برامج تعليم الموهوبين ورعايتهم، وذلک لأن إهمال هذه الخدمات سيؤثر سلباً على دافعيتهم للتعلم والإنجاز وعلى تقديرهم لذواتهم وطموحاتهم المستقبلية وکذلک على نموهم الانفعالي ونجاح علاقاتهم الاجتماعية. فهذه الخدمات ضرورية لمساعدة الموهوبين على التکيف مع الذات والتکيف مع الآخرين (جروان، 2002).
وتعتبر البرامج الإرشادية مطلباً ضرورياً للطلبة الموهوبين وللمحيطين بهم من معلمين وأولياء أمور، وذلک لمحاولة فهم کل ما يحيط بهم من مشکلات معرفية أو نفسية أو اجتماعية والوصول بهم إلى التکيف الذي يتحقق من خلال التوازن المتکامل للشخصية. ولذلک کانت الحاجة ماسة إلى وجود برامج إرشادية لتحفيز الطلبة الموهوبين ومساعدتهم في تخطي المشاکل التي قد تعترضهم (عبدالجبار، 2009).