دور التنشئة الاجتماعية في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة من وجهة نظر معلمي المدارس الثانوية الحکومية في دولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مشترک

المستخلص

يشهد العالم مجموعة من المتغيرات في کافة مجالات الحياة: السياسية والاقتصادية, والعلمية والمعرفية, والتکنولوجية متمثلة في: الثورة المعلوماتية, والثورة العلمية والتکنولوجية الناجمة عن الانفجار المعرفي, إلى جانب التغيرات في خريطة العالم السياسية وما تبعها من تغيرات اقتصادية واجتماعية.
وتشکل التنشئة الاجتماعية عنصراً أساسياً في منظومة المجتمع, إذ إنها تعد مؤشراً على سائر الجوانب الأخرى في هذا المجتمع, ودراسة واقعها في أي مجتمع يمکن أن يعطي مؤشراً قوياً للحکم على تقدم هذا المجتمع, أو تخلفه, وقد يرجع ذلک إلى أن التنشئة الاجتماعية تشترک فيها العديد من مؤسسات المجتمع, فإذا تحققت أهدافها وأعدت الشخصية القادرة على مواجهة المتغيرات المختلفة, کان هذا المجتمع قادراً على مواجهة التحديات والصعاب التي قد تواجهه في الحال أو المستقبل.
وتعبر التنشئة الاجتماعية عن التفاعل بين مکونات المنظومة التربوية للنشء من أبناء المجتمع, عبر مراحل النمو المختلفة, فالتنشئة الاجتماعية تهدف إلى إکساب الفرد المعايير الاجتماعية, وتعريفه بالضوابط التي يلتزم بها المجتمع, وتعمل على غرس القيم والاتجاهات والمبادئ والمفاهيم الاجتماعية, والخبرات والمعارف بصورة تؤهل الأفراد للاندماج في المجتمع بدرجات متفاوتة من الفاعلية.
 ولکي تؤدي التنشئة الاجتماعية دورها فإنها تحتاج إلى مؤسسات ووسائط متعددة مثل الأسرة , ودور الحضانة, والکتاتيب, والمدرسة, والمسجد, والنادي, وجماعة الرفاق, والکتب, والمکتبات, ووسائل الإعلام, والکمبيوتر والإنترنت وکلها مسئولة- إلى حد کبير-عن أنماط السلوک التعليمي عند الأفراد, کما أنها بلا شک من أهم العوامل التي تؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية.
وتتم عملية التنشئة الاجتماعية خلال مرحلة التعليم العام, ولحين وصول النشء من أبناء المجتمع لدرجة من النمو الاجتماعي, تؤهلهم للتعايش مع مجتمعهم بدرجة مناسبة من الکفاءة والفاعلية, وتکوين شخصية التلميذ وتحديد اتجاهاته في سنوات حياته المقبلة, بمستوى مناسب من التوافق بين شخصية التلميذ وباقي أفراد المجتمع.
وتمثل العولمة من التحديات العالمية المعاصرة التي تواجه المجتمع الإسلامي, بصفة عامة, وذلک لأن العولمة تحمل في طياتها الکثير من التحديات (سياسية, وثقافية, واجتماعية, وإعلامية) فضلاً عن المحور الاقتصادي الذي يُعد لُب العولمة, ومعظم هذه التحديات تواجه الشعوب العربية"(الحبيب الجنحاني, 1999, ص99).
وتعد العولمة الثقافية أکثر أبعاد العولمة غموضاً, فإن ملامحها تشير إلى بروز عالم بلا حدود ثقافية, تنتقل خلاله الأفکار والمعلومات والأخبار والاتجاهات القيمية والسلوکية بحرية کاملة على الصعيد العالمي وبأقل قدر من التدخل من قبل الدول" (مصطفى النشار, 1999, ص11).
لذلک اضطلع الباحثون للقيام بدراسة حول دور التنشئة الاجتماعية في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة من وجهة نظر معلمي المدارس الثانوية الحکومية في دولة الکويت، للوقوف على تأثيرها الإيجابي إن وجد وتعزيزه، وتأثيرها السلبي وبيانه للحد منه وتلافيه، کما سيقدم الباحثون التوصيات في نهاية الدراسة.