التطرف الفکري وعلاقته بأحادية الرؤية والأفکار الآلية السلبية لدى عينة من طلاب الجامعة في ضوء الفروق بين الجنسين والتخصص العلمي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مشترک

المستخلص

التطرف ظاهرة ليست حديثة على المجتمع الدولي، فقد عرفت منذ القدم، وهي ظاهرة مجتمعية وتاريخية عرفتها الثقافات والحضارات المختلفة وتعايش معها النظام الاجتماعي، وبصور وأشکال متنوعة ومتعددة، وذلک لاختلاف الأهداف والأسباب والأيديولوجيات المرتبطة بهذه الظاهرة. (صباح الغيص، 2010).
 والمجتمع السعودي لم يحتکر ظاهرة التطرف دون المجتمعات الأخرى، ولکنه کمثل بقية المجتمعات الأخرى يؤثر ويتأثر بما يحيط به من عوامل داخلية وخارجية وأن بروز ظاهرة التطرف فکريا کسلوک يصدر من الشاب الذي يعانى الأفکار الخاطئة والإدراک الخاطئ، ويتبنى قناعات غير منطقية. (حنان المسعود، 2015).
 ويعتبر التطرف الفکري حالة من التعصب في الرأي والخروج عن حد الاعتدال في التمسک بتعاليم الدين والمغالاة في تنفيذ أوامر الله ونواهيه، وجمود الشخص على فکره، فلا يعترف بآراء الآخرين ويتهمهم بالکفر، ويتبع معهم أساليب العنف والإرهاب بحجة الجهاد في سبيل الله. (محمد الشمري،2016).
وللتطرف الفکري آثاره المدمرة على الأمن الوطني والفکري والعقائدى، والسياسي والاقتصادي والجماعي والمجتمعي للدول العربية، ولعل من أخطر آثار الفکر المنحرف السقوط في هاوية تکفير الآخرين، واستباحة دمائهم وأموالهم. (محمد الصبوة، 2013).
وتهدف أعمال الانحراف الفکري إلى تحقيق مأرب ذاتية أو شخصية، وتدخل هذه الأعمال عادة في إطار الجرائم المنصوص عليها التشريعات العقابية للدول المختلفة، وتتنوع البواعث الذاتية فقد تکون رغبة في الانتقام أو إثبات الذات، والقدرة على السيطرة على الآخرين والخضوع الکامل لأفکارهم. (صباح الغيص، 2010).
 ويعد مفهوم أحادية الرؤية أحد أسباب هذه الصراعات حيث يستقي الشخص معلوماته من مصدر واحد، ويغلق باقي نوافذ المعرفة لديه من معلومات، وآراء أخرى أمامه مختلفة مع هذا المصدر، حيث يعتبر أن هذا المصدر حق وصحيح وما عداه فهو باطل وخاطئ. کما يرتبط التطرف الفکري بأحادية الرؤية فالشخص أحادي الرؤية هو صاحب الرؤية المنغلقة إزاء القضايا والمشکلات التي تتعلق به شخصيا، أو بالعالم من حوله، وبالتالي يعجز عن استيعاب ما يدور من حوله، ويدعي أنه يحتکر الحقيقة وبالتالي لا يصحح المسار. (محمد ثابت ومحمد حمزة، 2016).
کما يرتبط التطرف الفکري بالأفکار الآلية السلبية وهي مجموعة من الإدراکات والمعتقدات المشوهة، والتي تتسم بعدم الموضوعية، والمبنية على توقعات وتعميمات خاطئة، وعلى مزيج من المبالغة والظن السيئ بدرجة لا تتفق والإمکانات الفعلية، وتضم هذه الأفکار النظرة السلبية تجاه الذات والآخرين والعالم والمستقبل. (جيهان حمزة وهيفاء الساکت، 2016). وينتج عنها الحزن والقلق والخوف والغضب لأنها جزء من النمط الإدراکي للتفکير ومرتبط بالأحداث الخارجية، ولا يقيم الفرد مصداقيتها لأنها تحدث دائما بسرعة شديدة. (Barlow, 2002)
کما أوضحت دراسة رسشبلي وآخرون (Reschbly, et al, 2008) أن الأفراد الذين يرتفع لديهم التفکير السلبي لا يستطيعون التفکير بشکل متنوع في حل المشکلات ومواجهتها، ولا يشارکون في العملية التعليمية، وتعوق الأفکار السلبية المهارات الشخصية نحو الإنجاز والتقدم، فتعتبر مسئولا رئيسيا عن معظم المشکلات والقضايا التي تواجهنا، ولها دور رئيسي في حدوث مشاعر الاکتئاب والقلق والضغط النفسي، وسوء التکيف. (Nobre & Gouveia, 2007).