الاتجاه نحو التطرف وعلاقته بالعوامل الخمس الکبرى للشخصية لدى طلاب الجامعة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

القطاوي

المستخلص

مما لاشک فيه أن الشباب هم مصدر قوة للمجتمعات فعليهم تقع الآمال وبإرادتهم الجادة وسواعدهم تتحقق الطموحات السامية، أما إذا انحرفوا فإنهم يکونوا سبب في تدمير أنفسهم أولا ً وتدمير مجتمعهم وتحطيم آمالهم وآماله ثانيًا، ومن أهم أنواع انحراف الشباب الانحراف الفکري، وهو أخطر أنواع الانحراف، حيث يعتنق الشباب أفکارا ً غير سوية، ف الإنسان عندما يقتنع بشيء ما فهو مستعد للتضحية من أجله بغض النظر عن مدى صوابه أو خطئه وهذه هي نقطة الخطر. فانحراف الفکر من أخطر أنواع الانحراف وله أشکال متعددة. ومجتمعنا في الحياة المعاصرة بدأ يعاني من ظاهرة التطرف التي أخذت تؤثر على الأفراد والجماعات وخاصة الشباب، وبشکل عام فإن التطرف يؤدي إلى انحراف في السلوک، ومرحلة الشباب هي أسرع وأسهل مراحل العمر في التحرر من القيم والاتجاهات، وأشار (زهران، 1986، 354) أن هذه المرحلة يزداد فيها لدى الفرد الوعي الاجتماعي والميل إلى النقد والرغبة في الإصلاح وقد يلجأ إلى العنف متحملا ً في سبيل ذلک المشاق، ويحاول تحقيق المزيد من الاستقلال الاجتماعي ومقاومة السلطة.
 ويشهد العالم والقرن الحادي والعشرين العديد من التحديات والتغيرات التي ينبغي على الجامعات مواکبتها، بما تحمله من مسئولية إعداد طلبتها، ففترة الدراسة الجامعية تتبلور فيها الشخصية وأنماطها من خلال ما يکتسبه الطالب من مهارات ومعارف.
 يوجد العديد من مؤشرات التطرف والانحراف منها ما يرجع إلى البيئة، ومنها ما يکون سببه شخصية الفرد، وأخرى ترجع الثقافة التي تشکل سلوک الفرد، أما أن مؤسسات المجتمع المدني تلعب دوراً مهما في التطرف والانحراف. (Clarkson, J. J., Tormala, Z. L., & Leone, C. 2014) وتعد الاتجاهات مکونا ً هاما ً من مکونات الشخصية، وذلک لأن معدل التغير الذي يجري في العالم من حولنا يزعزع التوازن الداخلي، وتتمثل أهمية الاتجاهات بأنها موجهة ضابطة منظمة للسلوک الاجتماعي (زهران، 2003، 171).
ويعد التطرف والتعصب والانحراف مفاهيم مرتبطة بمفهوم الاتجاه کمحدد نفسي ومعرفي وسلوکي للشخصية، ويعتبر التطرف من الظواهر العالمية وهو موجود حيث يوجد الإنسان، لأنه نتاج الظروف السياسية والاقتصادية والدينية والنفسية ولکنه ليس أصلا في شخصية الإنسان بل هو النتيجة التي تظهر على سلوکيات الإنسان کنتاج ومؤشر لما ينعکس عليه منذ طفولته إلى يومه الحالي، وأصبح التطرف من أهم المشاکل النفسية الخطيرة التي تحيط بمجتمعات العالم بصورة عامة والمجتمع المصري بصورة خاصة، وفي الحقيقة أن الإنسان هو مخلوق خير بطبيعته ولکن سلوکياته التي يعتبرها المجتمع سلوکيات غير سوية هي نتيجة لأثر جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية على الإنسان، فالمجتمع ومؤسساته الدور المهم في الحد من التطرف في المجتمعات. کما أشار (هول ولندزي،1971، 174) أنه لکي نستطيع فهم أبعاد ظاهرة تطرف الشباب ينبغي أن نهتم بتحليل شخصيتهم فالاحباط الذي يسيطر على الشباب المتطرف نتاجا ً لعدم اشباع الحاجات الخاصة بالشخصية.
إن التطرف هو انتهاک للقيم الاجتماعية والتمرد عليها وأن هؤلاء المتطرفين يتسمون بأسلوبهم المغلق في التفکير، وعادة ما يکون تمردهم بهدف إحداث تغيير في المجتمع، متخذين في ذلک ما يرونه من وسائل قد تصل أحياناً إلى العدوان والعنف فتتحول من کونها تطرفاً في الفکر إلى إرهاب وعنف وعدوان.
وحيث إن أنماط الشخصية هي مجموعة السمات والطباع المتنوعة الموجودة في جوهر الشخص باستمرار والتي تميزه عن غيره وتنعکس على البيئة من حوله بما فيها من أشخاص، سواء في فهمه أم أدراکه أو في مشاعره وسلوکه ويضاف الأفکار والتصورات وتؤدي معرفة الشخصية دورًا مهما في إقامة العلاقة الاجتماعية وجعله أکثر فعالية.
وقد أيقن علماء نفس الشخصية بالحاجة الماسة إلى نموذج وصفي أو تصنيف يشکل الأبعاد الأساسية للشخصية الإنسانية عن طريق تجميع الصفات المرتبطة معا، وتصنيفها تحت نمط أو بعد أو عامل مستقل يمکن تعميمه عبر مختلف الإفراد والثقافات (الأنصاري، 2014 ، 11).