أثر استخدام منحى تفاعل العلم والتقنية والمجتمع (STS) في تنمية مهارة اتخاذ القرار لدى طلبة الصف العاشر الأساسي في مادة اللغة العربية واتجاهاتهم نحوها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الهروط

المستخلص

إن جوهر التنافس العالمي هو تنافس تعليمي، وذلک أن التعليم الجيد القائم على تنمية مهارات التفکير هو من أوجد ثورة المعلومات والتکنولوجيا، تلک الثورة التي فرضت التحرک بسرعة وفاعلية للحاق برکبها في بعض الدول وخصوصًا الدول النامية، ويشير (بشارة وإلياس، 2014) إلى أن هذا التطور التکنولوجي فرض مشکلات کبيرة على التعليم وعلى المناهج الدراسية التي أصبح من الضروري تغييرها وتعديلها لتصبح قادرة على تنمية مهارات عقلية عليا؛ لتکسب النشء مرونة وقدرة على الاستجابة لمتطلبات هذا العصر.
ويعدّ تعلم مهارات التفکير أحد أهم الأهداف العامة للتربية، وذلک لما لهذه المهارات من أثر في سلوک الأفراد، وفي مختلف مخرجات العملية التعليمية التعلمية، ولعل من أبرز مهارات التفکير التي يحتاج الطلاب تعلمها مهارات اتخاذ القرار. يؤکد (جروان، 2010) أن القليل من القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته تحمل درجة عالية من اليقين حول نتائجها، وأنَّ معظم القرارات المهمّة تُتّخذ في ظل حالة تجمع بين الشک والمخاطرة واليقين. فطلاب مرحلة المراهقة المبکرة أکثر عرضة للمشارکة في السلوکات الخطرة مقارنة بالمراهقين الأکبر سناً، إذ يتميزوا بالتسرّع في اتخاذ القرارات الخاصة بحياتهم، وعدم تقييمها بشکل صحيح (Mincemoyer & Perkins, 2003). ومن هنا، تبرز الحاجة إلى تدريب طلاب هذه المرحلة کي يصبحوا أکثر قدرة على اتخاذ القرارات.
کما أن تنمية مهارات التفکير واستخدام استراتيجيات وطرائق تدريس قد تحسن من اتجاهات الطلبة نحو تعلمهم، فالاتجاهات الإيجابية نحو التعلم تدفع الطالب وتوجهه إلى سلوک معين يتصف بالثبات والاستمرار نحو التعلم، وحب المعلم والمدرسة، واتخاذ مواقف إيجابية نحوه التعلم، وقد يتبنى هذه المواقف طيلة حياته، إذ تعد الإتجاهات عاملاً ينبئ بنوع سلوک الطالب المستقبلي (سلمان، 2015).
من هنا نجد أن الکثير من المناهج في الأردن تخضع للتغيير والتطوير المستمر، سعياً لمواکبة مستجدات هذا العصر، وتصميم مناهج تلبي احتياجات الطلبة، ومن هذه المناهج منهاج اللغة العربية، وذلک أن هذا المنهاج يتناول الکثير من القضايا الدينية والعلمية والاقتصادية والوطنية والتربوية وغيرها في قوالب لغوية، ترکز على تطوير معارف المتعلم من خلال دراسة المحتوى النظري لموضوع محدد من جهة، ومن جهة أخرى تنمي قدرات ومهارات المتعلم اللغوية، کما خضعت طرائق وأساليب تدريس اللغة العربية للکثير من التطوير والتغيير، وجرى التأکيد على استخدام طرائق تدريسية ترکز على المشارکة والمبادرة الذاتية من قبل کل متعلم، أو التخلص من سيطرة المعلم وهيمنته على عملية التعليم وتحوله إلى مرشد ومسهل وموجه للمتعلمين، إذ يورد زرنوقي (2007) أن عملية التجديد والتحديث في مجال طرائق واستراتيجيات التدريس لم تعد مجال نقاش، بل أصبحت من الأمور الملحة من أجل إحداث التوازن في حياة سريعة التغيير في عصر العولمة.
ومن أهم المناحي التي تؤکد على استجابة طرائق التدريس للتغيرات العلمية والتکنولوجية منحى العلم والتکنولوجيا والمجتمع (STS)، فهو منحى بأهداف جديد ة ونظرة جديدة للمنهاج، ونماذج تدريسية جديدة، وبرامج تقييمية جديدة، وقد شاع استخدام هذا المنحى في تدريس المواد العلمية فقط، الأمر الذي ولد الرغبة لدى الباحث في الکشف عن أثره في تنمية مهارة اتخاذ القرار لدى طلبة الصف العاشر الأساسي في مادة اللغة العربية واتجاهاتهم نحوها.کما أن اختيار الباحث للصف العاشر الأساسي جاء لما يواجهه الطالب في هذه المرحلة لتحديد اختياره للفرع الذي يريد دراسته کالأدبي والعلمي... إلخ.