دعم ثقافة الجودة لدى معلمي التعليم العام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أشتيل

المستخلص

يعتبر التعليم من أهم العوامل الرئيسية التي تسهم بشکل کبير في تنمية المجتمعات في کافة المجالات، وتعتبر الجودة من أهم المتطلبات الرئيسية لعملية إصلاح التعليم، ولقد اهتمت معظم دول العالم بعملية إصلاح التعليم من خلال آلية الجودة، والتي تعتبر إحدى الرکائز الأساسية لإدارة مؤسسات المجتمع، بما في ذلک المؤسسات التعليمية، مما يزيد من قدرة هذه المؤسسات على مسايرة المتغيرات، ومحاولة التکيف معها، والمجتمع الدولي ينظر إلى الجودة والإصلاح التربوي باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، وتحقيق الجودة يعتبر التحديد الحقيقي الذي تواجهه الأمم في العصر الحالي. (ميرفت محمد راضي، 2010، 65)
وقد ظهر الانشغال بالجودة في بداية الأمر بالمؤسسات الاقتصادية ضمن احترام التنافس والاتجاه نحو إرضاء الزبون، فاستفادة المؤسسات الاقتصادية وخاصة اليابانية والأمريکية خبرات معتبرة من خلال تبنيها استراتيجيات قائمة على الجودة الشاملة وأضحت هذه الخيرة تکون أحد أهم المواضيع اهتمامًا في علم إدارة الأعمال في العقدين الآخرين، وامتد استخدام مبادئ الجودة إلى المؤسسات المقدمة للخدمة العمومية ومنها التعليم العام. کما تعرف الجودة التعليمية بأنها مجموعة من الخصائص التي تعبر بدقة وشمولية عن التربية متضمنة الأبعاد المختلفة لعملية الجودة من مدخلات وعمليات ومخرجات، والتي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة للمجتمع. وجودة التعليم العام هى "استراتيجية إدارية مستمرة للتطوير تنتهجها المؤسسة التعليمية، وتعتمد على مجموعة من المبادئ، وذلک من أجل تخريج مداخلها الرئيسي وهو الطالب على أعلى مستوى من الجودة من کافة جوانب النمو العقلية والنفسية والاجتماعية والخلقية، وذلک بغية إرضاء الطالب بأن يصبح مطلوبًا بعد تخرجه في سوق العمل وإرضاء کافة أجهزة المجتمع المستفيدة من هذا المخرج". (هاني رزق الألفي،2004، 69)
کما توجد علاقة وثيقة بين الجودة والاعتماد التربوى للمؤسسات التعليمية، حيث يعد الاعتماد دليلاً وضمانة لتحقيق الجودة. ويقيس الاعتماد التربوى مدى تحقيق الجودة من خلال استخدام مجموعة من المعايير المتفق عليها والتى تم إعدادها سلفاً من قبل هيئات الاعتماد وتتناول هذه المعايير کافة جوانب العملية التعليمية فى المدارس. والعلاقة بين الاعتماد التربوى والجودة علاقة تبادلية، بمعنى الاعتماد يضمن استمرارية تحقيق الجودة، وتحقيق الجودة يؤدى إلى الاعتماد. وحيث إن الجودة والاعتماد التربوى متلازمان، ولا يمکن الفصل بينهما فإن الدراسة الحالية تستخدم مصطلح "ثقافة الجودة والاعتماد التربوى" بدلاً من الترکيز على "ثقافة الجودة" فقط. (سليمان محمد قليوان، 2010، 98)
وشهد العالم تحولات کبرى تمثل تحديات تواجه المؤسسات التعليمية، وقد استوجب وجود نظرة کلية لکل جوانب العملية التعليمية، وما بينها من علاقات وتفاعل وتأثير، ولعل من أبرز ما يتعلق بهذه التحولات العالمية، العولمة، ثورة الاتصال والمعلوماتية، تعاظم أهمية المعرفة، وتمهين التدريس، والحرية الأکاديمية، ومن هنا ظهرت العديد من النداءات لإصلاح التعليم ويتوجه بدرجة أکبر إلى المعلم بوصفه أحد العناصر الفاعلة والمؤثرة في تحقيق أهداف التعليم والأساس لآية جهود تصب في إصلاحه أو تطويره، ومن هنا بدأت المطالبة بإعادة النظر في مؤسسات إعداد المعلمين، ومحاولة إصلاحها، والرقي بمناهجها، وتقوية آليات التدريس والتدريب فيها لتحقيق أهدافها في إعداد المعلمين الأکفاء القادرين على مواجهة التغيرات السريعة والمتلاحقة في ميدان التربية والتعليم، وبرغم هذه الجهود في محاولة إصلاح مؤسسات إعداد المعلمين، إلا ان أداء تلک المؤسسات لا يزال أقل من المطلوب، ومخرجات تلک المؤسسات لا تزال أقل بکثير من مستوى الحد الأدنى الذي يؤهل المعلمين في جميع التخصصات ليتحملوا مسؤولياتهم التعليمية والتربوية بکل کفاءة واقتدار. (نهلة محمود محمد محمد، 2010، 78)