أثر استخدام التعلم المعکوس في تنمية المفاهيم العلمية بمادة العلوم لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

العجمي

المستخلص

المفاهيم العلمية هي أساس بناء العلم، حيث تقوم على الحقائق المترابطة، کما تعد أساس بناء المبادئ والقوانين العلمية، فالمبدأ العلمي يتشکل من خلال بناء شبکة من المفاهيم تربط فيما بينها مجموعة من العلاقات، والتي تتنوع للحصول مبادئ وقوانين علمية جديدة.
ويواجه تلاميذ المرحلة المتوسطة العديد من المشکلات في المفاهيم العلمية بمادة العلوم، حيث يجدون أنفسهم في مواجهة مع العديد من المفاهيم المجردة والتي تحتاج لقدر من التخيل والمعتمد على الفروق الفردية بين التلاميذ، ويتوقف أيضا على درجة صعوبة وتعقد المفهوم موضوع الدراسة، مما يشکل صعوبات لديهم، ويحاول المعلمون جاهدين في التغلب على تلک المشکلات مستعينين بالعديد من الوسائل سواء تکنولوجية أم تقليدية والتي تتوقف على اجتهادات المعلم الشخصية، هذا بالإضافة إلى وجود بعض التصورات الخاطئة لدى التلاميذ للعديد من المفاهيم والتي تکون أصعب من عدم معرفة التلاميذ بالمفهوم حيث يتم بذل الجهد لتصحيح المفهوم الخاطئ لدى التلاميذ.
فالمفهوم هو الصفات أو الخصائص المشترکة بين مجموعة من الأشياء، تساعد على اتخاذ القرار بانتماء شيء لهذا المفهوم. (محمد حمزة وفهمي البلاونة، 2010، 103)([1])
ويشير تشين (Chin, 2001, 72) إلى أن التلاميذ يأتون إلى الفصول الدراسية ولديهم بعض التصورات والأفکار المسبقة، والتي تشکلت من خلال تفاعلهم مع العالم المحيط بهم، وقد يکون ذلک مفيدا في تعلم موضوعات جديدة بالمدرسة، ولکن قد تکون تلک المعارف والأفکار المسبقة أفکار ومفاهيم خاطئة، والتي قد تنشأ من خلال ملاحظاتهم وتفسيراتهم الشخصية لبعض الظواهر الطبيعية اليومية أو من خلال وسائل الإعلام والتحدث مع أشخاص آخرين.
وقد أکدت العديد من الدراسات على وجود مشکلات بمفاهيم العلوم لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة، ومن هذه الدراسات دراسة بلال أبو طير (2009) والتي أکدت على وجود مشکلات بمفاهيم الضوء لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة، ودراسة آمال محمد (2006) والتي أکدت على وجود العديد من الصعوبات في تدريس المفاهيم العلمية وعمليات العلم الأساسية لتلاميذ المرحلة المتوسطة، ودراسة رباب حامد (2011) والتي أکدت وجود العديد من المشکلات في تعلم المفاهيم العلمية لدى تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي، ودراسة اعتماد البلبيسي (2006) والتي أکدت وجود العديد من الصعوبات في تعلم المفاهيم العلمية لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة، ودراسة سعود العجمي (2016) والتي أکدت على وجود صعوبات في تدريس المفاهيم العلمية بمادة العلوم لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة.
 ويعد التعلم المعکوس من الوسائل والأدوات التکنولوجية التي تساعد على رفع المستوى التعليمي للتلاميذ، بالإضافة لتنمية مفاهيمهم العلمية تحويلها من مفاهيم مجردة إلى مفاهيم محسوسة يعيها ويفهمها التلاميذ جيدا، وذلک لما يوفره التعلم المعکوس من إمکانيات وطرق غير تقليدية في التعلم، وتمحور العملية التعليمية حول المتعلم، والاعتماد على التعلم النشط والتعلم الذاتي وورش العمل والعصف الذهني في تنفيذ التعلم المعکوس.
وهناک العديد من الاستراتيجيات الحديثة التي تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة لتفعيل التعلم الرقمي، مثل: استراتيجية التعلم الإلکتروني واستراتيجية التعلم المدمج واستراتيجية التعلم المعکوس. (آية قشطة، 2016: 21)
ويعد نموذج التعلم المعکوس من النماذج المهمة في التعليم لما له من مميزات اسهمت في إحداث تغيير إيديولوجي لدى القائمين على الأنظمة التعليمية، وقد ساعد على انتشار ظهوره العديد من المستحدثات التکنولوجية لذا فقد أصبحت مؤسسات التعليم بشکلها التقليدي غير مرضية وغير مقنعة لطموح العديد من المتعلمين والمعلمين وکان ذلک معززاً نحو انتشار نموذج يمنح الفرصة للمتعلم من أجل الممارسة بالاعتماد على أدوات التکنولوجيا المختلفة .(محمد حسن خلاف،  2016، 4)، وهناک العديد من الدراسات السابقة والتي من خلالها أظهرت أهمية التعلم المعکوس في العملية التعليمية وأثره ومدى الرضا عن تطبيقه في مراحل تعليمية مختلفة، ومن هذه الدراسات: دراسة منيرة أبو جلبة (2016) ودراسة حنان الزين (2015) ودراسة جونسون ورينر Johnson&Renner(2012)، ودراسة سترايرStrayer(2007).، ويعتمد نموذج التعلم المعکوس على أن يقوم المتعلم أولاً بدارسة الموضوع من تلقاء نفسه عادة باستخدام دروس عبر الفيديو يتم إعدادها من قبل المعلم أو مشارکتها من قبل معلم آخر وفي الصف يطبق المتعلم المعرفة من خلال حل المسائل والقيام بالأعمال التطبيقية تحت إشراف ودعم من المعلم (Ronchetti,2012).



([1]) اتبع الباحث نظام الجمعية الأمريکية لعلم النفس APA الإصدار السابع، مع کتابة الأسماء العربية الأول فالثاني.