برنامج قائم علي الدمج بين قبعات التفکير الست والخرائط الذهنية الالکترونية في تدريس الرياضيات على تنمية التحصيل ومهارات اتخاذ القرار لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

السيد

المستخلص

في ظل التغيرات المتلاحقة والمتتابعة في هذا العصر وما يستجد من ثورة معلوماتية في جميع المجالات، فقد أصبح من الصعوبة تقدير المعرفة الضرورية التي يحتاجها الإنسان، ولذلک کان لابد من تعلم مهارات التفکير المناسبة والتي تمکن الفرد من التعامل بشکل جيد مع هذه المستجدات، والاستفادة بقدر الإمکان من هذه المتغيرات.
   وأتت التربية الحديثة مؤکدة على أهمية التفکير وتنميته، وذلک من خلال التأکيد على اهتمامها بتدريب المعلمين على التفکير البناء وعلى ممارسة مهاراته، ولقد" تنوعت البرامج العالمية لتعليم التفکير ومهاراته بحسب الاتجاهات النظرية التي تناولت التفکير، فعلى سبيل المثال برنامج " البناء العقلي لجيلفورد "( Structure of Intellect Guilford’s) الذي يستهدف تطوير العمليات أو المهارات المعرفية للتفکير مثل: المقارنة، والتصنيف، والاستنتاج، أما برنامج " فلسفة لبمان للأطفال (Lipman’s Philosophy For  Children) فيرکز على التفکير کموضوع قائم بذاته وعلى تعلم مهارات التفکير فوق المعرفية التي تسيطر على العمليات المعرفية وتديرها، ومن أهمها: التخطيط، والمراقبة، والتقييم. أما برنامج "کورتCORT لديبونو" وبرنامج "التفکير المنتج" فإنها برامج للتعلم بالاکتشاف، حيث تؤکد على أهمية تعلم أساليب محددة للتعامل مع المشکلات، وتهدف إلى تزويد المتعلمين بعدة استراتيجيات لحل المشکلات في المجالات المختلفة" (فتحي عبد الرحمن جروان، 1999).
   ومن بين أشهر برامج تعليم التفکير يأتي برنامج قبعات التفکير الست (SIX Thinking Hats) الذي يعزى للعالم إدوارد ديبونو Edward de Bono)) وهو يعد من رواد تعليم التفکير والتفکير الإبداعي على وجه الخصوص، حيث يفترض ديبونو أن التفکير يمکن تقسيمه إلى ست قبعات بمعنى ستة أدوار مختلفة ذات ستة ألوان، والشخص في موقف ما يضع القبعة (أو القبعات) التي يراها مناسبة لکي يؤدي الدور (أو الأدوار) المناسبة، وبالطبع فإن اختيار أي قبعة من قبعات التفکير الست يکون من ورائه هدف يسعى الشخص لتحقيقه.
   و"تسهم قبعات التفکير کما قال "دى بونو": "في عزل فکرة الأنا عن الإنجاز"، أي أن کل فرد يمتلک القدرة على الإسهام والشرح بدون أنانية، لأن قبعات التفکير تشجع على الإنجاز أکثر من مجرد الإحساس بالأنا، فالشخص الذي لا يحب الفکرة سيبذل جهداً عن ارتداءه القبعة الصفراء ليجد بعض الفوائد لها، والشخص المتحمس للفکرة سيرى الصعوبات عندما يرتدي القبعة السوداء، وباستخدام القبعات المختلفة تتغير رؤية المفکر نحو الموضوع دون تعصب أو تحيز. والنقطة المفتاحية لفهم طبيعة القبعات تتمثل في أن کل قبعة تعد انعکاسا للتفکير أکثر من کونها تسمية أو تصنيفاً للتفکير، فهي عبارة عن تصنيفات لسلوکيات التفکير وليس للأفراد، فليس المقصود من استخدامها أن يعتبر الفرد نفسه "مفکر القبعة السوداء في المجموعة"، "أو مفکر القبعة الخضراء"، بل المقصود العکس من ذلک، فالهدف من استخدام قبعات التفکير أن يبذل کل فرد جهداً لاستخدام جميع القبعات، وعندما يرتدي جميع أفراد المجموعة القبعة الخضراء، فکل فرد يمارس تفکير القبعة الخضراء في نفس الوقت ويبدع، ويبتکر، وهکذا في باقي القبعات، وعندما يمارس الأفراد نوعاً واحداً من التفکير، فإنهم يشعرون بارتياح کبير أکثر من کونهم مارسوا عدة أنواع في نفس اللحظة".