أثر برنامج إرشاد نفسي لتخفيف القلق لدي الطلبة المتفوقين بالمرحلة المتوسطة بدولة الکويت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الهبيدة

المستخلص

إن البرامج الإرشادية والتوجيهية هي مطلب ضروري ليس للطلبة المتفوقين والموهوبين فحسب، ولکن للمحيطين بهم من معلمين وأولياء أمور وزملاء. ومحاولة التوصل إلى کل ما يحيط بهم من مشکلات تتعلق بالنمو بمختلف أشکاله أو مشاکل نفسية وانفعالية، أو اجتماعية تتعلق بعلاقتهم بمن يحيط بهم من زملاء وأهالي، أو مشکلات معرفية ترتبط بالمناهج والمقررات الدراسية التي تشکل إشکالية کبيرة للمتفوقين والموهوبين من حيث عدم مراعاتها لخصائصهم المعرفية واعتمادها وبشکل واضح على أسلوب التلقين والحفظ للمعلومات واستعادتها، أکثر من استخدام مختلف أنواع التفکير، کل هذه الموضوعات تتطلب الإرشاد والتوجيه لجميع الأطراف المعنية. ومحاولة إيجاد برامج إرشادية وتوجيهية لتحقيق النمو المتوازن والمتکامل للطالب، في جميع الجوانب الأکاديمية، والنفسية، والاجتماعية والمهنية.
إن الأطفال المتفوقين منذ اکتشافهم سواء کانوا في الطفولة المبکرة أو خلال مراحل نموهم ودراستهم الأولية وما يليها من مراحل, هم بأمس الحاجة إلى تعرف مشاکلهم, وانفعالاتهم وهم أکثر عرضة للمشاکل النفسية والاجتماعية, مما يستدعي حتمية وجود برامج التوجيه والإرشاد النفسي, وذلک للتغلب على تلک المشاکل سواء کانت معرفية أم اجتماعية أم نفسية, ناتجة من المحيطين بهؤلاء المتفوقين والموهوبين أو نابعة من صراعاتهم الداخلية.
يشير Mendaglio(2005م) أن الطلبة المتفوقين يمّثلون ثروة وطنية لأي مجتمع من المجتمعات، وهم يحتاجون إلى تنمية قدراتهم، ومجالات تميزهم ورعايتها، ولديهم العديد من الحاجات النمائية، والإرشادية الخاصة والمتمايزة.
(Mendaglio, S. 2005, 19, 204-212)
ويضيف فتحى جروان (2002م) أن الطلبة الموهوبين والمبدعين والمتفوقين يشکلون اللبنة الأساسية لتطور وتقدم أي مجتمع لما سيقدمونه من إنجازات لشّتى الميادين التي سيعملون فيها.
ويرى صالح الداهري (2005م) تعد إجراءات الکشف وتعرف التميز في غاية الأهمية، وذلک أنها تشکل الخطوة الأساسية التي تسبق الخدمات التربوية والعلاجية للطلبة المتميزين، وهناک طرق متعددة لتعرف التميز، ومنها اختبارات الذکاء، واختبارات الإبداع، واختبارات التحصيل الأکاديمي، ودور الآباء والمعلمين في الکشف عن الطلبة المتميزين، وکذلک المقابلة ويتميز الطلبة المتميزون بعدد من الخصائص.
   حيث أشارت دراسة تيرمان Terman (1995م) المشار إليها في فتحى جروان (1999م) إلى أن الطلبة المتميزين يتمتعون بلياقة بدنية أفضل من أقرانهم، ويظهرون قدرة عالية في القراءة، واستخدام اللغة، والمهارة الحاسوبية وغيرها، ولديهم اهتماماتهم الذاتية، ويمارسون هوايات عديدة. ويمکن الإشارة إلى مجموعة من الخصائص التي تميز الطلبة المتميزين وهي:
1- الخصائص العقلية والمعرفية: يظهر الطلبة المتميزون قدرات عقلية عالية، وأداء مرتفعا، ومهارات دراسية، ولديهم قدرات عالية في التفکير المنطقي وقوة الانتباه، وقوة الترکيز وتنوع الاهتمامات.