مدى فاعلية الدورات التدريبية على الأداء التدريسي لمعلمي المرحلة الأساسية في المدارس الحکومية في محافظة البلقاء

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مرجي

المستخلص

للتدريس دور کبير في تنمية المجتمع، إذ يمثّل المعلم الرکن الأساس في العملية التعليمية، فأداء المعلم في التدريس تعني قدرته على أداء مهامه التدريسية بفاعلية، والتأثير الإيجابي في تعلم الطلبة, ونموهم في جميع جوانب شخصيتهم، الجسمية والعقلية والنفسية والروحية والاجتماعية من أجل بناء جيل متوافق مع ذاته.
ويحظى الأداء التدريسي لأعضاء هيئة التدريس في مختلف المنظمات التربوية باهتمام کبير من قبل واضعي السياسات التربوية والأنظمة السياسية في معظم بلدان العالم في العصر الحديث، وذلک نظراً لأهمية الدور الذي يلعبه عضو هيئة التدريس في المدرسة (تيم, 2008).
وتعتمد تهيئة البيئة التعليمية الملائمة على مواهب المعلم وأدائه، والإيمان والثقة بقدرته على القيام بالسلوک المطلوب تحت ظروف صعب, فالذي يملک الإحساس بالأداء المرتفع يعمل على مساعدة الطلاب متدني التحصيل وينمي دافعيتهم ((Anthony& Artino, 2006.
فالأداء التدريسي المميز للمعلم يتطلب منه التخطيط الفعّال للتدريس، والأمر الذي يسهم في إعداد الطلبة ليصبحوا علماء في مجتمعاتهم، من خلال دعمهم وتعزيزهم أثناء القيام بعمليات اکتشاف المعرفة واستقصائها (Rowland,2004& Thwaites).
ولا يقتصر الأداء التدريسي المميز للمعلم أثناء على التخطيط واختيار استراتيجيات التدريس المناسبة للإثراء, فقد دلّت العديد من الدراسات والبحوث التربوية بأن الأداء التدريسي للمعلم من الممکن أن يکون مميزاً إذا ما اعتمد على توظيف استراتيجيات التقييم القائمة على الأداء بوصفها أدوات المعلم, کاستخدام سجلات الأداء أو ما يسمى الملفات المؤرشفة في تنمية تعلم الطلبة (برکات, 2004).
ويحتل المعلم في النظام التربوي مکان الصدارة في إنجاح هذا النظام وتحقيق أهدافه، وبالرغم من أن المعلم يعتبر متغيراً واحداً من بين عدة متغيرات في العملية التربوية إلا أن هذا المتغير ذو أثر کبير وفعال في تفکير وسلوک الطلبة، ممـا أدى ذلک إلى بزوغ مفهوم تمهين التعليم، أي التعامل مع التعليم کحرفة أو مهنة مرخصة، تتطلب ممارسـيها اکتساب المهارات اللازمة والضرورية لها (برکات, 2005).
وتعد عملية تدريب المعلم من القضايا المهمة التي تلقى اهتماماً متزايداً خاصة فـي الأوسـاط التربوية من خلال الاهتمام بإعداد المعلم وتأهيله على أسس تربوية ونفسية جديدة قائمة على المدخل التعليمي القائم على الکفايات، والذي يعتبر من أهم الاتجاهات الحديثـة في إعـداد المعلم وأکثر شيوعاً وانتشاراً (جويلي،2001).
ويعتبر التدريب بکافة أنواعه وأشکاله رکيزة أساسية تعمل على رفع کفاية المعلمين في قطاع العمل التربوية، مما ينعکس إيجاباً على مخرجات هذه القطاع کماً ونوعاً، على أن يکون هذا التدريب عملية مستمرة لا تتوقف وتتطور باستمرار لتواکب التغيرات المستمرة في هذا العالم المتجدد, إذ لا يمکن للأوساط التربوية أن ترى أفقاً لتطوير المعلم دون إيلاءه حقه من الاهتمام لرفع کفاياته وتحسينها وتجديدها، بحيث نضمن له مواکبة أحدث الأفکار والأساليب والطرائق ذات العلاقة بمحتوى "علم أصول التدريس" المهنة، ومؤهله ليکون في موقف سباق فيتأثر ويؤثر، يأخذ ويعطي ويطبق ويستحدث ويلم بنتائج البحوث ويجري الملائم منها (خميس وأبو نمره والحديدي,2009).
ويعرف التدريب على أنه نشاط مخطط يهدف إلى إحداث تغييرات في الفرد والجماعة من ناحية المعلومات والخبرات والمهارات ومعدلات الأداء، وطرق العمل والسلوک والاتجاهات تجعل هذا الفرد أو تلک الجماعة مناسبين للقيام بأعمالهم بکفاءة وإنتاجية عالية (بطاح والسعود, 1995).