تعزيز فرص استخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في المؤسسات التعليمية رؤية مقترحة لتنمية الابتكار التعليمي.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

ملخص الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى تناول أحد التوجهات المطروحة في مجال التعليم والتعلم والمرتبطة باستخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتنمية الابتكار التعليمي، في محاولة للإجابة عن تساؤلات مثل ما أهم التغيرات العالمية التي مهدت للتحول نحو استخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التعليم؟ ما مفهوم التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي؟ ما أهم نماذج تطبيقات التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي بالمؤسسات التعليمية؟ ما الفرص والتحديات التي تواجه استخدام  التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في تنمية الابتكار بالمؤسسات التعليمية؟ ما الرؤية المقترحة لتفعيل استخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي بالمؤسسات التعليمية؟ في ضوء ذلك بدأت الدراسة بعرض التغيرات العالمية ثم تتبع لأهم المصطلحات واستخداماتها ، وإنطلقت بعد ذلك لتقديم نماذج من المبادرات والمشروعات والتطبيقات التعليمية التي تعزز فرص استخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي ثم  ناقشت بعد ذلك أهم الفرص التي يتيحها استخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التعليم وكذلك أهم المخاطر والتحديات.
وقد انتهت نتائج هذه الدراسة بتقديم رؤية مقترحة تتضمن إطار عمل تنفيذي بهدف مساندة صانعي ومتخذي القرار بالوطن العربي في تعزيز فرص استخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في المؤسسات التعليمية مع التأكيد على ضرورة إنشاء مجلس تعاون رقمي عربي يسعى إلى تطوير البحوث والممارسات في هذا المجال.
ارتكزت الدراسة الحالية على تطبيق المنهج الكيفي؛ من خلال استخدامها لدراسة النطاق وهي طريقة بحثية لمراجعة ليس فقط الأدبيات المرتبطة بموضوع الدراسة ولكن أيضًا الشواهد والأدلة المرتبطة بالممارسات لا سيما عندما يكون نطاق البحث مازال جديًدًا أو معقدًا؛ وذلك من أجل تقديم رؤية واسعة لموضوع أو مشكلة الدراسة لصانعي السياسات والممارسين والمستفيدين الذين قد لا يجدون الوقت والموارد الكافية للقيام بهذا العمل.تزايد استخدام هذا النوع من الدراسات مؤخرًا من قبل عديد من الجهات والهئيات الدولية والمراكز البحثية الجامعية خاصة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والسياسات الاجتماعية (Arksey  and O'Malley, 2005, p19-32).
الكلمات المفتاحية باللغة الإنجليزية ونظيرتها باللغة العربية: نظرًا لأن عمليات البحث في هذا المجال تتم غالبًا باستخدام المصطلحات الإنجليزية؛ فالكلمات الأساسية التي تم البحث بواسطتها مع محاولة تعريبها يتضمنها الجدول التالي:
جدول (1) الكلمات المفتاحية باللغة الإنجليزية ونظيرتها باللغة العربية




scoping study


دراسة النطاق




digital technologies


التقنيات الرقمية




Artificial intelligence(AI)


الذكاء الاصطناعي




Intelligent tutoring systems (ITS)


أنظمة التدريس الذكية




Artificial intelligence literacy (AI literacy


قرائية الذكاء الاصطناعي




AI Readiness


جاهزية الذكاء الاصطناعي




Innovation


الابتكار




نشر عالم الإدارة دريكر (Durcker, 1994, pp53-80) عام 1994مقالته الشهيرة " عصر التحولات الاجتماعية" قاصدًا به القرن الحادي والعشرين؛ والذي وصفة بأنه تاريخ غير مسبوق للبشرية يحل فيه الصراع على المعرفة محل الصراع على الثروات الطبيعية، ويصبح اقتصاد المعرفة هو المحور الأساسي الذي ينمو حوله الأفراد والمؤسسات والمجتمعات. ومنذ بداية هذا القرن أثبتت التغيرات المتلاحقة أنه ليس فقط عصر التحولات الكبرى، وإنما أيضًا التحديات الكبرى تلك التي وصلت فيما وصلت إليه الآن من تهديد لوجود الإنسان نفسه على الكوكب مثل التغيرات المناخية والأوبئة والزلازل والحروب وغيرها، ومن جانب آخر فهناك التحديات المرتبطة بإستمرارية أداء الإنسان لوظائفه التقليدية خاصة بعدما أصبح في مواجهة تنافسية مع الآلة طوال الوقت، ما يتطلب منه جهودًا غير عادية لتنمية وتطوير لمهاراته وتحديث معارفه هذا بالإضافة إلى القدرة الهائلة على التكيف مع التغيرات والتعامل مع المستجدات والأزمات الطارئة.
لقد شهد العالم في  عام 2019 أزمة وبائية والمعروفة بأزمة كوفيد 19 بما ترتب عليها وما أضافته من أبعادٍ جديدة ليس لشكل التواصل الانساني فقط وإنما لكافة أنشطة الحياة اليومية للبشر ومنها عمليات التعليم والتعلم، كما أضافت أبعادًا أخرى لتوقعات المستقبل  وسوق العمل واحتمالات المخاطر وطرق التنبؤ بها والاستعداد لها. ولا يخفي على الكثيرين ما فرضته تلك الأزمة على النظم التعليمية حول العالم والتي كانت سببا في الاغلاق الجزئي أو الكلي لعديد من المؤسسات العاملة بالتعليم والتدريب أيضَا ووفقَا لمنظمة اليونسكو (unesco, 2023)  فقد تأثر ما يقرب من 1.5 مليار طالب، وكان أكثر المتعلمين ضعفاً هم الأكثر تضرراً مما هدد بضياع بعض المكاسب التي تحققت بالفعل نحو أهداف خطة التعليم لعام 2030.
كما بينت الأزمة  الحاجة الحقيقية لطرق جديدة ومختلفة للتعامل ليس فقط مع المشكلات، ولكن تقديم مقاربات جديدة وحلول مبتكرة من شأنها تحسين النظم التعليمية وتكييفها مع تحولات القرن الحادي والعشرين والاستعداد الجيد لما تطلق عليه كثير من الأدبيات حاليًا عصر الذكاء الاصطناعي. مع ضرورة الاستفادة من نتائج الثورة الصناعية الرابعة التي أشار شواب (Shwab, 2016) إلى أن ظهورها في بدايات القرن الحالي جاء عبر ابتكار تقنيات ذكية وأساليب جديدة دمجت العالم المادي والرقمي والبيولوجي معًا بطرق من شأنها أن تحدث تحولات إيجابية في كيفية التعامل مع المخاطر والفرص الجديدة لتمكين الأفراد والمجتمعات وتحسين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والشخصية.
والنظم التعليمية كما هو مشهور لا تعمل بعيدًا عن التغيرات والتحديات العالمية المرتبطة بنتائج الثورات العلمية والتكنولوجية والصناعية، فهي تتأثر بها وتؤثر فيها فهي لا تسعى فقط لمواكبة التطور والتغيير، ولكن صناعته والمشاركة فيه يعد من أهم أهدافها. من ثم فهناك حاجة ملحة لمعادوة التفكير بشأن ما تقدمه تلك النظم بمؤسساتها المختلفة لطلابها خاصة مع التغيرات الهائلة في شكل سوق العمل والوظائف والنمو الشديد في قطاع التكنولوجيا والتداخل بين عديد من القطاعات والتخصصات.