رؤية مقترحة لتطوير برامج التعلم المستمر مدى الحياة بمصر في ضوء آراء بعض الخبراء.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

أصبح الحديث عن التقدم هو الحديث عن تحوُّل المجتمعات المتقدمة إلى مجتمعات ذات الاقتصاد المؤسَّس على المعرفة، والاجتهادات كثيرة ومتعددة ومتنوعة، وكلها تتراكم لتقدم فيضًا هائلًا من الآراء والأفكار والرؤى التي ينبغي التوقف أمامها لدراستها وفهمها والتعامل الذكي معها، إلا أنها جميعًا تؤدي إلى الاعتراف بأن ما نشهده عالميًّا ينطبق عليه "ثورة المعرفة" والتي ترتَّبت وارتبطت بثورات سبقتها في العلم وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وحين نتحدث عن هذه الثورات المستمرة والمتسارعة فإنما يكون هدفنا هو الحديث عن التعليم والتعلم.
إن عالم اليوم يتميز بالتغير السريع؛ حيث جاءت الثورة العلمية والتكنولوجية وثورة الاتصالات بما لم يكن معروفًا أو متوقَّعًا من هذه التغيرات والتي جعلت العالم كله - كما هو مشهور - قرية صغيرة، ولكنها مليئة بالكثير من الحقائق والآراء والتي ما زال من الصعب علينا فهم أجزاء منها، وأصبحت المعلومات فورية، والهوية متصلة، كما أصبحت الفرصة متاحة للخبرات الآنية والمباشرة التي تتسم بكونها حيوية بحيث تتجاوز الواقع(1)، وهذا يؤكد الحاجة إلى تغيير نوعية وكفاءة ومتطلبات واحتياجات التعلم للأفراد، ويستدعي أشكالًا جديدة من التعليم والتعلم ليحصل المجتمع على كفايات مناسبة، وهذا يعني وجوب تخطي تعليم القراءة والكتابة والحساب، والتركيز على نهج جديد من التعليم والتعلم؛ لأن العالم متغير، ويتعرض لاختراعات وتقنيات جديدة تؤدي بدورها إلى توجيه أنماط الحياة إلى أولويات تجعل المجتمع مختلفًا(2).
إن التعلم هو الثورة الاجتماعية الصامتة المستمرة القادرة على تغيير واقع الأفراد إلى الأفضل وواقع المجتمع المعاصر إلى حيث ينبغي أن يكون في مجال الثورة العلمية والتكنولوجية، فثورة الاتصالات والمعلومات بكل ما تحمله معها من متغيرات تتطلب التوقف للتأمل والبحث لتحديد ما يمكن الاستفادة منه أو تجنبه في عالم تتزايد وتتنوع فيه المخاطر، وتتراكم فيه المعارف الجديدة والمتجددة، لذا لابد من التوقف أمام المؤسسات التربوية والتعليمية والبحثية لتعليم الأفراد وخاصةً الكبار وتدريبهم، والتجديد في كافة المجالات(3).