استراتيجيات مواجهة اضطراب ما بعد الصدمة من خلال (لوم الذات، التفكير في الانتحار، الاحساس بالعار) لدى المراهقات اللائي تعرضن للتحرش الجنسى.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

10.21608/ssj.2024.390318

المستخلص

المقدمة:
يتعرض الأفراد في حياتهم اليومية إلى العديد من المواقف الضاغطة والصادمة التي قد تؤثر عليهم نفسياً وقد تكون أحد هذه المواقف تعرضهم للتحرش الجنسي، الذي يُعد جريمة أخلاقية وسلوكية تتنافى مع القيم والعادات والتقاليد وبدأت في الانتشار في مختلف المجتمعات والفئات العمرية وانتشرت بشكل كبير في المجتمعات والفئات العمرية والأماكن المختلفة كالمدارس ووسائل المواصلات والشوارع، وهي سبب لحدوث اضطرابات سلوكية في المجتمع وتعرض الفرد للتحرش الجنسي يؤدي إلى ما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة الذي يتمثل في العصبية وضعف التركيز واضطرابات النوم؛ مما يؤدي إلى صعوبة في التأقلم مع حياتهم الأسرية والاجتماعية، إلا أن هذه الأعراض طبيعية في الفترة التي تعقب الموقف الصادم وقد تؤدي إلى اليأس من الحياة والرغبة في الانتحار، ولكن استخدام استراتيجيات مواجهة ما بعد الصدمة يمكن أن تؤدي إلى الحد من هذه الاضطرابات وقد تختفي هذه الأعراض نهائياً ولكن بشكل تدريجي، إن التحرش الجنسي هو انتهاك لحقوق الإنسان، حيث يؤثر على مرحلة الطفولة على الصعيد العالمي(Heiberg, 2005) . إن حقوق الإنسان موجودة على النحو الوارد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي لحقوق الإنسان. تُلزم اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل (UNCRC) الدول قانونًا بحماية حقوق الطفل (Kibaru-Mbae, 2011). من المعروف أن التحرش الجنسي على الأطفال (CSH) Child sexual Harassment يحدث بسبب التفاعل المعقد للعوامل الفردية، مما يتطلب "مجموعة كاملة من استراتيجيات الوقاية اللازمة المطبقة على مر الزمن" وهذا ما يؤكده (Prescott, Plummer, & Davis, 2010)، فالتحرش الجنسي قضية عامة وليست خاصة وهذ ما أكدته دراسة (عدنان أبو صالح، 2012) لأنها تؤثر سلباً على تنمية المجتمع وتطوره، ويعتبر شكلاً من أشكال العنف الذي ينتهك خصوصية الفرد وتفقده شعوره بالأمن النفسي والاجتماعي، فيجب تعليم الأطفال ثقافة المقاومة للتحرش الجنسي وكيفيتها والبعد عن المحرمات من خلال ترسيخ معاني المراقبة الذاتية والضمير لديهم وشغل وقت الفراغ بما هو مفيد، ويجب توعيتهم في مرحلة المراهقة بضرورة اشباع هذه الرغبات ولكن بشكل شرعي في الوقت المناسب وتعريفهم بطبيعة المرحلة التي يمرون بها ليكون بمثابة درع واقي نم التعرض لهذا النوع من العنف في المستقبل وهذا ما أكدته دراسة (رحمة الشبل، 2021)، كما أكدت دراسات (Paolucci, et. al., 2001; Maniglio, 2009; Hillberg, et. al., 2011) المرتبطة بالتحرش الجنسي منذ أكثر من ثلاثة عقود، إن نتائج معظم الدراسات أن التحرش الجنسي أدى إلى وجود أعراض اكتئابية أكثر، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) posttraumatic stress disorder، وتفكير فى الانتحار suicidal ideation بين ضحايا التحرش الجنسي أكثر من غيرهم، وبصفة خاصة خلال فترة المراهقة (Tyler, 2002). كشفت أن هناك علاقة كبيرة بين التحرش الجنسي والتفكير في الانتحار أو محاولات الانتحار في 49 من أصل 52 دراسة أجريت مع المراهقين (Miller, et. al, 2013). كان أهم ما توصلت النتائج إليه زيادة خطر الإصابة بالتحرش الجنسي بشكل كبير في أواخر فترة المراهقة للفتيات حيث بلغ (36.8٪) من التحرش الجنسي بالأطفال ما بين (15 - 17) عامًا. وفقًا لدراسة (WhiffenandMacIntosh, 2005)، حيث يركز البحث على تحديد الآليات الأساسية التي ينطوي عليها الارتباط بين التحرش الجنسي و الاضطراب الانفعالى. من خلال دراسة (Finkelhor, et. al., 2014) تم تحديد استراتيجيات الاحساس بالعار، لوم الذات، مجابهة التجنب كعوامل حاسمة تتعلق بزيادة خطر الاضطراب الانفعالى بين ضحايا التحرش الجنسي بالأطفال. كان أهم نتائج الدراسات تأثير هذه العوامل على نتائج المراهقين الذين تعرضوا للتحرش الجنسي بالأطفال.
البحث الحالي يحاول معرفة الدور الوسيط للاحساس بالعار فى العلاقة بين اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة ولوم الذات والتفكير في الانتحار واستراتيجيات المجابهة بين الفتيات فى سن المراهقة المتعرضات للتحرش الجنسي.