ملخص الدراسة:
يعد موضوع القيادة الاستراتيجية من الموضوعات التي نالت اهتمام العديد من الممارسين في مجال الإدارة؛ حيث تؤدي القيادة الاستراتيجية إلى إحداث تغيير جوهري في المؤسسة، وتوجه التغيير التنظيمي الوجهة الاستراتيجية، وتسهم في مساعدة الآخرين على تقبل الأفكار الجديدة.
وتعتمد القيادة الاستراتيجية التي تمكن القادة من تحقيق أهداف المؤسسة بجدارة وفعالية على العديد من الجدارات القيادية التي لا بد للقادة من امتلاكها لتحقيق تلك الأهداف، وأبرز تلك الجدارات جدارة التفكير الاستراتيجي، والتي تمكن القائد الاستراتيجي من تصور المستقبل الذي ستمر به المؤسسة بفرصه وتحدياته؛ مما يجعله على بصيرة بما ستواجهه المنظمة، وبالتالي وضع الخطط اللازمة. (منيرة جعيلاني، 2021، 115)
وقد انبثق مفهوم الجدارات استجابة للتغيرات الإدارية الحديثة وخاصة فيما يتعلق بالموارد البشرية، حيث قام الأكاديمي (Richard Boyatzis) بوضع حجر الأساس لإطار عمل الجدارات، والذي أًضحى من ممارسات إدارة الموارد البشرية الحديثة؛ حيث ميزت هذه الأطر ممارسات الأداء العالية عن المتوسطة والمنخفضة وذلك على جميع مستويات الممارسات في المؤسسات، وذلك بناء على محاور الجدارات الثلاثة، وهي: المعارف والمهارات والمقدرة. (فاتن رمضان،2022، 563)
إن الجدارة القيادية تعني ما يمتكله القائد من القدرات والمعارف والمهارات التي تمكنه من القيادة بأداء متميز يتجاوز الأداء العادي مقارنة بزملائه في نفس المجال وبالدرجة التي تعزز قدرة مؤسسته على المنافسة داخل السياق المحلي والعالمي. (سلطان بن حسين محسن، 2024، 79-128)