تعديل اتجاهات طلبة المدرسة الثانوية نحو الإرشاد النفسي المدرسي في الريف المصري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية

المستخلص

أصبح لبرامج التوجيه والإرشاد النفسي مکانة هامة في العملية التربوية، من أجل بناء شخصية التلميذ بناءً متکاملاً، حيث إن الاهتمام بتوفيرها يعد دليلاً على الاهتمام بالتلاميذ، ومساعدتهم لتنمية إمکانياتهم، وقدراتهم، وتحقيق التوافق النفسي لهم، وحتى يتحقق ذلک فلا بد من وجود مرشد نفسي مدرسي قادر على تقديم الخدمات الإرشادية للطلاب على أفضل وجه(أحمد سيد عبد الفتاح، 13:2006).
ولم يعد دور المدرسة مجرد مکان للتعليم، واکتساب المعارف، بل أصبحت تعنى بتنمية الجوانب المختلفة لشخصية التلميذ تنمية شاملة ومتکاملة، حتى يمکنه أن يکون أکثر توافقا مع نفسه، ومع مجتمعه، وعالمه، بحيث يصبح أکثر دافعية، وإنتاجية، وأکثر شعورا بالرضا والسعادة والصحة النفسية(عبد الرحمن سيد سليمان، هشام إبراهيم عبد الله، 483:1998).
وتکمن أهمية الخدمة النفسية المدرسية في اهتمامها بالترکيز علي تدعيم أنماط السلوک الإيجابية وتنميتها لدي التلاميذ، کذلک التدخل لتعديل أنماط السلوک السلبية ويمثل ذلک غاية التعليم بصفة عامة فوظيفة المدرسة لم تعد قاصرة علي حشو ذهن التلاميذ بالمعلومات فحسب وإنما تمتد إلى الاهتمام برعاية نمو شخصياتهم نمواً متکاملاً بأبعاده المختلفة جسمياً، وعقلياً، وانفعالياً، واجتماعياً وخلقياً، ومهنياً لتحقيق أکبر قدر ممکن من النمو المتکامل والتوافق الشخصي والاجتماعي في إطار سياسة التعليم في جمهورية مصر العربية (محمد السيد عبد الرحمن وآخرون، 2002: 679).
ولعل من أهم أهداف الإرشاد النفسي المدرسي إبراز الإمکانات الخبيئة للطلاب، فکل طفل يولد وهو مزود بقدرات عقلية ومواهب شتي وإمکانات تتواصل بغير انتهاء، وهذه القدرات والإمکانات والمواهب هي أعدل الأشياء قسمة بين الناس جميعاً وعلى المدرسة أن تساعد علي إبراز هذا الثراء الإنساني في الطفل بإخراجه من حيث الکمون إلى حيز التحقيق الخلاق في الواقع، والاهتمام بثقافة الإبداع وثقافة الذاکرة وهذا راجع إلي کون الإبداع هو الشرط الضروري لکون الإنسان إنسانا فالإنسان مزود بتنظيم عقلي فريد وخيال خصب ومن ثم عليه أن يحسن توظيف عقله وخياله في طريق الإبداع، أما ثقافة الذاکرة فهي تمثل ذاکرة الأمة التي تحفظ للإنسان موروثاته الثقافية وقيمه الروحية وتقاليده الراسخة (محمد إبراهيم عيد، 23:2005).
ولکي يتمکن المرشد النفسي من القيام بدوره الإرشادي في المدرسة بطريقة جيدة فلا بد من توفر عدة عوامل من أهمها مدي ثقته بشأن قدرته على القيام بتقديم الخدمات الإرشادية للطلاب بشکل جيد، وما يتوفر لدي التلاميذ والمعلمين من تفهم لطبيعة دوره في المدرسة، ودعم الإدارة له ولبرنامج التوجيه والإرشاد النفسي المدرسي، وإقبال الطلاب علي الاستفادة مما يقدمه من خدمات، وتعاون أولياء الأمور معه من أجل صالح الطلاب، لذا فإن رصد الاتجاهات نحو الإرشاد النفسي المدرسي ومحاولة التدخل لتنمية الاتجاهات الإيجابية، وتعديل الاتجاهات السلبية نحوه، يعد أحد المتطلبات التربوية الهامة، والتحديات التي ينبغي التصدي لها بالبحث والدراسة.