علاقة المنعة النفسية بالفاعلية الذاتية لدى معلمي الطلبة الموهوبين في الأردن

يملک المعلم أثراً واضحاً للارتقاء بأداء الطلبة من خلال توفير المناخ الصفي المناسب, فمؤهلات المعلم وأساليب التعامل الشخصية للمعلم هما شيئان مکملان لبعضهما, ولا يمکن فصل إحداهما عن الأخرى في تأثيرهما على أداء ونوعية التفکير لدى الطالب سواء کان داخل الفصل أم خارجه. وأثبتت الدراسات أن هناک علاقة إيجابية قوية بين الأداء السلوکي الذي يقوم به المعلم داخل الفصل الدراسي والطرق التفاعلية المناسبة وأساليب التعامل الشخصية البعيدة عن العنف والتسلط، وسلوک أداء الطلبة لاحقاً.
ونتيجة لاختلاف سمات المعلمين واختلاف خصائصهم، فإنهم کذلک يختلفون في طرق تعاملهم مع الأحداث والمشکلات الخارجية التي يتعرضون لها، فالمعلم المرن يستطيع الاستجابة لأي تغير في بيئته استجابة ملائمة تحقق الانسجام بين حاجاته ودوافعه من جهة وضغوطات المحيط من جهة أخرى، وبالتالي فهو يتصرف بطريقة إيجابية تمکنه من القيام بدوره بنجاح، إنه يملک القدرة ليتعامل مع الواقع بالطريقة المناسبة فيقبله أو يغيره أو يتحايل عليه حسب ما يقتضيه الوضع وحسب ما تسمح به قدراته.
وتعدّ الفاعلية الذاتية للمعلمين جزءاً لا يتجزأ من فاعليتهم کأفراد، فالفاعلية الذاتية نظام معقد من عواطف المعلمين، واتجاهاتهم، وقيمهم، واعتقاداتهم Knoblauch) المذکور في حجازي، 2013) وتؤدي إلى تکوين اتجاهات إيجابية لدى المعلمين نحو العملية التعليمية، ونتاجات تعلّم طلبتهم، وتشير الفعالية الذاتية للمعلمين إلى أحکام المعلم حول مقدرته على تنظيم المخططات التعليمية للحصول على النتاجات المطلوبة من تعليم الطلبة.
ولما کان للحياة المدرسية خصائصها التي تميزها عن غيرها من المراحل التعليمية، فإنه بطبيعة الحال يختلف المعلمون في مواجهتهم لأحداث الحياة وضغوطاتها، وبالتالي مدى تعرضهم للضغوط النفسية، ولکي يتمتع الفرد بمستوى جيد من الصحة النفسية فلا بد من توافر قدر من المنعة النفسية التي تمکنه من التوافق مع الأحداث الضاغطة التي يمر بها ومواجهتها بشکل فعال يقلل من آثارها السلبية التي يمکن أن تؤثر على مسار حياته المستقبلية، من هنا تبرز أهمية هذه الدراسة لتعرف العلاقة بين المنعة النفسية والفاعلية الذاتية لدى معلمي الطلبة الموهوبين في الأردن لما لهؤلاء المعلمين من خصائص ومميزات تميزهم عن غيرهم من المعلمين الذين يدرسون الطلبة العاديين.