أثر استخدام اللعب على تطوير المفاهيم اللغوية والتفاعل الاجتماعي لدى أطفال مرحلة رياض الأطفال

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المومني

المستخلص

تتصف مرحلة الطفولة بالتغير السريع لمختلف مجالات ومظاهر النمو، إلا أن هناک تباينًا في المخرجات النمائية تبعًا لعدد من العوامل البيئية بأشکالها الأسرية، والمدرسية، والطبيعية، والاجتماعية، وقد أکدت الدراسات على أهمية إکساب المتعلمين للمهارات اللغوية على اعتبارها من مهارات التعلم الأساسية، لما لإتقان التعلم بهذه المرحلة من أهميته الخاصة بالتأثير على المتعلم وخصائصه بالمراحل اللاحقة، فقد تم الترکيز على إيجاد طرق وأساليب متنوعة لتعليم الأطفال بهذه المرحلة الحرجة، ومنها التعلم من خلال اللعب، حيث ينظر الباحثة ين والعلماء إلى أن اللعب هي وسيلة طبيعة يتعلم منها الطفل ويتقن عدد کبير من المهارات بالمجالات المعرفية والاجتماعية، والحرکية، والانفعالية، واللغوية.
وهناک عدد من المجالات والمؤشرات التي من المتوقع أن يحقق الطفل فيها نموا لغويا فيها بمرحلة الطفولة المبکرة، لذا يوجد اهتمام کبير بالترکيز على تنمية انخراط الطفل بتجارب حسية تفاعلية تمکنه من تعرف خواص الأشياء وتنمية قدراته على الاستکشاف والتجريب وحل المشکلات بالمجالات الاجتماعية والعلاقاتية. إلى جانب العمل على تنمية تفکيره وإکسابه المفاهيم واللغة والتعبير والإدراک، والذي يتطلب توفر دافع الفضول وحب الاستطلاع لديه، وتعزيز النشاط الذهني، وإيجاد العلاقات المشترکة ومظاهر التشابه والاختلاف من خلال المقارنة بين الصفات المشترکة، وإثراء الحصيلة اللغوية والقدرة على التعبير اللغوي اللفظي، وتطوير بنية المفاهيم الاجتماعية والعلمية لديه (بدر، وصادق 2000).
وتأخذ اللغة اهتماما خاصا خلال النمو بمرحلة الطفولة المبکرة لما لها من أهمية في بناء قدرة الطفل على التواصل وتوسيع نطاق معرفته، وبناء منظومة مفاهيمه الخاصة حول الحياة بکافة جوانبها، حيث إن اللغة عبارة مفهوم اجتماعي تتطور من خلال التفاعل، وأن قدرات الطفل الذهنية تتأثر بمستوى نمو اللغة وتطورها. فاللعب يعطي الطفل الفرصة لتعلم اللغة من أقرانه وممارسة ما تعلمه باستخدام سيناريوهات مختلفة بالتفاعل معهم ومع بيئته. ويشير تشومسکي بان الأطفال يکتسبون لغتهم من خلال انخراطهم بخبرة اجتماعية (Arce, 2000).
تتعدد الطرق والأساليب الهادفة إلى تعزيز مظاهر النمو لدى الطفل، ويعد اللعب ذو طبيعة تفاعلية غائية تعتمد على الدوافع المعرفية والداخلية في توليد السلوکات الهادفة والحفاظ على استمراريتها، إلى جانب أن اللعب يتملک خصائص اجتماعية تعزز استخدام عدد من المهارات بشکل متوازي ومتأزر، يعمل على بناء الوظائف المعرفية السياقية، ويؤسس القاعدة لتعميم استخدامها مستقبلا.
فقد أجرى على وعزيز، ومامجذوب (Ali, Aziz, and Majzub, 2011) والذين قاموا بإجراء بحث إجرائي لتحليل کيف أن اللعب بالطفولة المبکرة يحسن من مهارات التعلم لديهم لدى الأطفال بمرحلة تعليم ما قبل المدرسة، وتحسين مهارات وأساليب معلميهم. اشترک بهذه الدراسة معلمين بمرحلة التعليم ما قبل المدرسي (رياض الأطفال)، تم اختيار من أحد المدارس الماليزية الخاصة المميزة. استخدم المنهجين الکمي والنوعي للإجابة عن أسئلة الدراسة. بينت نتائج الدراسة بان التعليم من خلال اللعب يحسن من تطور اللغة بشکل عام والقدرة على القراءة. وان التعليم والتدريس من خلال اللعب يحافظ على استمرار انتباه الطفل، وينمي قدراته على القراءة، فاللعب يهيئ مزيد من الفرص للتحدث واستخدام کلمات مختلفة، وبما لا يقبل الشک فإن اللعب له مميزات مهمة من بينها رعاية القدرات القرائية والحفاظ على استمرارية اهتمام الأطفال بالقراءة.